نشرت السويدية أستاذة علم أصول التربية والتعليم والدراما وعلم النفس والكاتبة «غودرون أكستراند» إعلانا مفاده: «مطلوب الحديث مع امرأة مهجورة تكون قد هجرها زوجها وتزوج بأخرى، هل يمكن لهذه المرأة أن تساعد الأخريات اللاتي يمررن بنفس التجربة؟ للاستفسار الرجاء الاتصال على الرقم ....» وكان سبب هذا الإعلان شخصية «ميديا» للكاتب المسرحي الإغريقي «يوربيدس»، كذلك صديقة الدارسة «إيفا» الجميلة التي التقت بها بعد سنوات طويلة، فقالت لها: «لقد تغيرتِ كثيرا، نحفتِ كثيرا كما أنكِ تبدين أكبر سنا، ماذا حل بكِ»؟ قالت لها «إيفا»: «لقد تطلقت»؟ فألفت «غودرون» كتابها «غضب ميديا .. وعقدة النساء المهجورات»، في مقدمة الكتاب تحدثت المؤلفة على أن هناك كتبا كثيرة تتحدث عن الطلاق، بيد أن كتابها لا دخل له بهذا، فهو وكما تقول: «إنه كتاب يحكي عن النساء المهجورات على الصعيد الشخصي، ويصف حالاتهن ومشاعرهن، إنه تجربة حقيقية قد تكون عاشتها ملايين النساء في العالم، فهو محاولة للتقرب أكثر من مشاعر المرأة ومعايشتها لحالة الهجر». تؤكد الكاتبة أنها لم تتوقع أن يتصل أحد بعد نشر الإعلان، لكن المفاجأة كانت أن هاتفها لم يتوقف عن الرنين، وأنها في ظرف عدة أسابيع التقت ببعض النساء اللاتي اتصلن بها، وزارت بعضا منهن في بيوتهن أو زاروها. الكتاب يتحدث عن الهجران وبداية الصدمة ومراحلها التي عاشتها النساء، وكيف هو الاكتئاب يولد من رحم الحزن، ثم يتحول إلى غضب أو كما فكرت «ميديا» في المسرحية بقتل طفليها، فقالت لها المربية: «لا تستطيعين قتل الثمار التي حملتها بأحشائك»، فأجابت «ميديا»: «بل أستطيع إذا ما كان ألم الرجل الذي أكرهه أعظم». تتحدث الكاتبة عن العلاقات البشرية وتقسمها إلى أربعة أقسام «المنطقة العامة»، وهم أولئك الذين نلتقي بهم في الطرقات، «المنطقة الشخصية»، الجيران الذين نثرثر معهم في أمور عامة، «المنطقة الخاصة الأصدقاء»، و «المنطقة الحميمة» التي يسكنها شخص واحد، وأن هذه المناطق هي من ستدل المرأة على التغييرات ومدى اقتراب الهجر. تختم الكاتبة فصولها بالحرية وكيفية الوصل إليها بعد رحلة مليئة بالألم، وكيف توصل النساء المهجورات إلى هذا؟. تقول بطلة المسرحية الإغريقية «ميديا» في رسالتها لصديقتها «كوين»: «هناك الكثير من بين النساء، من لم يتعلمن كيف عليهن أن يتعاملن مع قدراتهن وقواهن الخاصة». فيما السطر الأخير في البحث للكاتبة يقول: «انظري فقط إلى إمكانياتك وقدراتك الخاصة، عندها ستفوزين بحريتك». [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبد أ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة