صدر للدكتور الناقد عبدالله بن محمد الغذامي، كتاب بعنوان:»وهذا باب في التوريق: التوريقات 1-100»، عن المركز الثقافي العربي، 2018، حيث ضم الإصدار مئة توريقة قال عنها الغذامي: «هذه توريقات تنتمي إلى مصطلح آثرت استخدامه، وهو مصطلح (التوريقة)، مصطلح يعتمد على سؤال: هل نستطيع أن نكتب في أسطر مما كنا نكتبه في صفحات؟ والتوريقتان الأولى والثانية من هذا الكتاب تشرحان الفكرة، وستتلو هذا الجزء أجزاء - بحول الله - حسب اكتمال ظهورها صحفياً في مجموعات، وقد ابتدأ مشروع هذا النوع من الكتابة عندي منذ سبتمبر 2013، مع «المجلة الثقافية» في صحيفة «الجزيرة السعودية»، واستمرت في الظهور حسب التقويم الأكاديمي، أي بالتوقف وقت الإجازات، وقد أرتأيت أن أضعها في كتيبات هذا أولها، وأرجو أن تجد قبولاً عند القراء والقارئات، على غير عادة كتبي وتقاليد التأليف البحثي». مئة توريقة يانعة جمعها الغذامي بين دفتي كتاب، كان خلالها في تطواف أسبوعي عبر زاويته (وهذا باب في التوريق)، في المجلة الثقافية، التي كانت كل توريقة بمثابة استراحة ثقافية، أو محطة فكرية باسقة، أو شرفة يطل منها الكاتب على تحولات أدبية، أو أخرى نقدية، أو اتجاهات ثقافية، أو مسارات مجتمعية عبر الذات حينا، ومن خلال المجتمعي الواقعي أو الآخر الافتراضي أحياناً أخر، ما جعل من هذه التوريقات بمثابة رصد أسبوع في قالب كتابي مختلف، وبرؤية مغايرة عما درج عليه مداد استاذ النظرية والنقد - الغذامي - وبلغة غير تلك التي ربما توكأ بعض القراء على سياقاتها في محاولة لفهم مآلات البنى، واستقراء دلالات المعاني التي كان يطرقها المؤلف في مؤلفاته التي جعلت من (مشروعه النقدي) أحد أبرز مشروعات النقد الثقافي في الوطن العربي، ما جعل من هذه التوريقات ذات متن مختلف، ومداد بلون الحياة (القرائية) التي جاءت تبعاً لتناول الأفكار بلغة تقترب إلى أقرب قدر ممكن من التبسيط، والإيجاز، والعرض، وجعل السهل الماتع أول عتبات أفكارها، تعاطيا مع خارطة المقروئية (الاتصالية)، التي شكلتها وسائل التواصل المجتمعي تحديداً، وكأن الغذامي بذلك يختزل الزمن، ويختصر المسافات ليطل من زاوية صحفية، تنتقل عبر الوسائط الإلكترونية لصحيفة الجزيرة، من خلال رسالة بريدية إلكترونية، أو أيقونة (واتسية)، أو صفحة (إلكترونية شبكية)، أو تحلق بها العصافير الزرق إلى فضاء لا يعرف سوع سرعة اللقاء، واستعجال مضامين الأفكار.. ما يجعل من هذا الإصدار مساراً آخر للتواصل مع شريحة أخرى من القراء والقارئات، عبر وعاء ورقي لا يزال عشاقه يتزاحمون في مواسمه، ولسان حالهم يقول: أعطني عقلك بين دفتي كتاب!