رحمك الله يا فقيدنا الغالي معالي الشيخ (منصور بن حمد المالك) الذي فجعنا بوفاته وكنت في وقتها في زيارة إلى مسقط رأسي (الرس) عندما تلقيت الخبر عبر وسائل الاتصال الحديثة وحزنت كثيراً كغيري ممن وقع عليه الخبر ولا شك أن هذه إرادة الله سبحانه وتعالى لكل إنسان في هذه الدنيا ومصيرنا جميعاً إلى الدار الآخرة لقوله تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، وقوله {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}.. حقا إنها إرادة الله في خلقه التي نؤمن بها جميعا وكل من خلق في هذه الأرض فكلنا سائرون في هذا الطريق، والذي نسأله تعالى أن يحسن لنا حسن الختام في جنات النعيم وأن يرحم الله شيخنا الجليل ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة لقد عرفت الشيخ -يرحمه الله- منذ فترة طويلة فهو نعم الجار ونعم القريب والصديق ومن خلال ذلك اتصافه بحسن الخلق وتواصله للقربى وتواضعه ومحبته لكل من يعرفه وتقديم الخدمات لهم وحل المشاكل من خلال ما يتمتع به رحمه الله من علمه وعمله وإخلاصه في مسيرة حياته منذ صغره.. ويعتبر من الأوائل الذي نهلوا العلم في بدايته في الكتاتيب والعلم النظامي، وهو من أول دفعة تخرجت من المدرسة السعودية الابتدائية بمحافظة الرس ومنها انطلق وأكمل حياته العلمية والعملية ومارس مهنة التدريس والعمل الحكومي حتى عين رئيساً لديوان المظالم كان فيها نعم الرجل المخلص في خدمة الدين والمليك والوطن وسيرته الحسنة التي تشهد له بما قام به من جهود حتى قبل وفاته رحمه الله وكنت ممن يلتقي به كثيراً في العديد من المناسبات التي يحرص على حضورها وزيارته للمرضى وحضور الأفراح وتقديم واجب التعازي خاصة في الرياضوالرس وكل من عرف الشيخ يشهد له بسعة الصدر وسلامة القلب وتواضعه للجميع من صغار وكبار.. لقد فقدنا شيخنا والذي نعتبره أباً للجميع لمكانته خاصة لعائلة المالك التي يعتبر هو عميدها، وله وقفات في قضايا صلة القربى وإصلاح ذات البين؛ وله طريقة خاصة في تعامله مع الناس وتنظيمه للعمل ومعالجة الأمور بكل حكمة ودراية وكل من عرفه يشهد له في حسن التصرف ومعالجة الأمور وكان مثالاً يحتذى به خاصة في الأمور العائلية وعائلة المالك التي عرفت بتواصلها وحبها وإخلاصها مع الناس كان الشيخ رحمه الله هو من يقود هذه العائلة الكريمة في كافة المناسات ونيابة عن عائلة (الحمود والصائغ) في محافظة الرس ومدينة الرياض. نرفع أحر التعازي بوفاة الفقيد الغالي الشيخ/ منصور، ونعزي كل إفراد العائلة كبيرهم وصغيرهم، ونسأل الله ألا يريهم مكروهاً وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** ** - عميد طيار متقاعد/ إبراهيم محمد الحمود