فقدت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى -مؤخراً- أحد نجومها المعاصرين التي خدمت مسيرة نادي النصر العريق قبل ما ينيف على نصف قرن من الزمن.. برحيل المدافع الخلوق سعود العفتان الشهير بلقب (أبو حيدر) الذي وافاه الأجل عن عمر يناهز( 78 عاماً)، بعد معاناته المرضية -تغمده الله بواسع رحمته- خسرنا مرجعاً تاريخيا, ومصدراً أولياً عاصر أبرز الأحداث الرياضية العاصمية بحلوها ومرّها وتحديداً في حقبة السبعينات الهجرية من القرن الفائت.. تلك الحقبة التاريخية التي شهدت تأسيس وولادة أبرز أندية العاصمة وهما النصر (1955م), والهلال ( 1957م ).. فقد كان النجم الراحل من الرعيل الأول الذين وضعوا لبنات تأسيس فريق النصر في منتصف السبعينيات الهجرية، مع كلٍّ من المؤسسين أبناء الجبعاء زيد وحسين وناصر بن نفسيه وعبد الرحمن بن حوبان وميزر أمان وفيصل العسيلان وأبناء النزهان، وغيرهم من الأسماء التاريخية التي وضعت أسس قيام وتكوين البناء الرياضي للمسيرة الصفراء وبشهادة رمز النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود - غفر الله له -, وبعد تأسيس (النصر) على يد أبنائه مثل - رحمه الله - الفريق قبل مجيء حركة تسجيل الأندية وتصنيفها رسمياً مطلع الثمانينيات الهجرية, حيث صّنف فريق النصر ضمن أندية الدرجة الثانية ( الأولى حالياً) فكان الراحل أحد نجوم الفريق ممن تقلدوا شارة الكبتنية وقادوا الفارس الأصفر للصعود لأول مرة عام 1383ه, كما ساهم - في صنع أولى الإنجازات الذهبية الكبيرة التي تحققت في حقبة التسعينات الهجرية من القرن الفارط وتحديداً كأس ولي العهد عام 1393ه أمام فريق الوحدة، ليدلف الفريق النصراوي عالم البطولات والمنجزات الذهبية عبر هذه البوابة, الجميل في مسيرة المدافع الراحل (أبو حيدر) أنه عاصر أبرز جيلين مثلاً فارس نجد حيث لعب مع جيل التأسيس وهم عبد الرحمن بن حوبان وناصر كرداش وناصر بن نفيسة وميزر أمان وعبد الله أمان وأبناء النزهان وأبناء الجوهر سعد وناصر .. ثم جيل المنجزات الذهبية أحمد الدنيني ومحمد سعد العبدلي ومبروك التركي وعيد الصغير وسالم مروان وخالد التركي، وبقية الأسماء الشهيرة التي تركت بصمتها الخالدة في تاريخ الألقاب الذهبية في المسيرة النصراوية. كان - رحمه الله - يتميز بالخلق الرفيع والأداء الفني البديع، فضلاً عن انضباطه وإخلاصه الكبير لناديه الذي قضى فيه أجمل أيامه , حتى أن رمز النصر الراحل الأمير عد الرحمن بن سعود - رحمه الله - كان يقدره كثيراً ويحظى باحترام النصراويين الذين عاصروا تاريخه المشرف فكان يلقب بالنجم المثالي، وتم اختياره في أوائل التسعينيات الهجرية ضمن النجوم المثاليين وتم تكريمهم من قبل رعاية الشباب آنذاك, كما تم تكريمه بعد اعتزاله الكرة عام 1394ه وإقامة حفل وفائي ضم ستة من نجوم النصر المعروفين وهم ( سعود العفتان وناصر كرداش وأحمد الدنيني وجوهر مرزوق وعثمان بخيت وسعد الجوهر في النصف الثاني من عقد التسعينيات الهجرية)، ولعب الفريق الأصفر في مهرجان التكريم الجماعي ضد أحد الفرق الأجنبية, وتم منح كل لاعب 70 ألف ريال تقديراً لتاريخهم الرياضي وتضحياتهم الخالدة وعطاءاتهم الكبيرة. رحم الله المدافع الخلوق جداً (سعود العفتان) الذي عرفته بخلقه الرفيع وطيبته المتناهية وتواضعه الجم وقلبه الكبير الذي أحبه الرياضيون والإعلاميون الذين عاصروا تاريخه الكروي النظيف والمشرف, فقد رحل بجسده وترك لنا سيرة عطرة وسمعه نيرة ستظل محفورة في الذاكرة الرياضية، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. خالص العزاء لأسرة وأبناء الفقيد وأشقائه.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ** ** منصور الدوس - مؤسس المتحف الرياضي