* ضمت الحركة الرياضية بالمملكة نجوماً كباراً وأسماء لامعة كان يُشار لها بالبنان في الماضي الجميل, ومن هذه الأسماء اللامعة مهاجم النصر الراحل أحمد الدنيني - رحمه الله - الذي تألق في حقبة الثمانينيات الهجرية كمهاجم كان لا يختلف عليه اثنان مع النصر ومنتخب الوسط. * بدأ النجم الراحل مشواره مع الكرة في أوائل الثمانينات الهجرية في حواري الدمام, ومن فريق الحي.. التحق بصفوف فريق نهضة الشعب (النهضة حالياً) عام 1382ه فمثَّله شبلاً في خط المقدمة كان يملك نزعة تهديفية, وقوة تصويب, وبنية جسمانية قوية, فبدأت ملامح موهبته الفطرية تتجلى (باكراً) بعد أن أشرف على تدريبه السوداني (عبد الرحمن الجوكر) وراهن على نجاحه في ظل إمكاناته الفنية وبالفعل لم يخيب ظن مدربه ومكتشف موهبته.. فبعد تألقه مع نهضة الشعب وهو لم يتجاوز سن 16 عاماً انضم لفريق النصر ومعه أيضاً نجوم الكرة بالمنطقة الشرقية حمندي الدوسري وعثمان بخيت ومحمد الفنسة, ونجح النصر بقيادة رمزه الكبير الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله - في تدعيم الفريق الأصفر بعد صعوده لدوري الكبار. * وجاء التحاقه بصفوف النصر عام 1384ه بعد اللقاء الودي الذي جمع النصر مع نهضة الشعب وشهد تألق المهاجم الواعد آنذاك (أحمد الدنيني) فكانت هذه المباراة تذكرة عبور والانتقال إلى فارس نجد بدعم قوي ومباشر من رمزه الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود. * تعاقب على تدريب المهاجم الراحل عدداً من المدربين الأجانب وأشهرهم عبد الرحمن الجوكر وعبد الله الكنج وأحمد الترنة وهؤلاء ساهموا في اكتشاف نزعته التهديفية ودعم مشواره الفني وتعزيز نجوميته. * لعب الدنيني أول لقاء بعد انتقاله للنصر عام 1384ه وكان ضد فريق الراينسسج اللبناني في اللقاء الودي الذي جمع الفريقين في ملعب الصائغ بالرياض وقد شهدت المباراة تألق مهاجمه الكبير الذي سجل ثلاثة أهداف «هاتريك» توج بها نجوميته.. مؤكداً في الوقت ذاته أنه مكسب كبير لفارس نجد, عاصر النجم الراحل أبرز جيلين مرا بتاريخ النصر هما جيل البداية والتأسيس.. محمد بن نفيسة وسعود أبو حيدر وعبد الله أمان وناصر كرداش وسعد الجوهر وشقيقه ناصر ورزق سالمين.. ثم جيل الذهب بالتسعينيات الهجرية من القرن الماضي.. مبروك التركي وسالم مروان وخالد التركي والأمير ممدوح بن سعود ومحمد سعد العبدلي وحسن أبو عيد وغيرهم من الأسماء الرنانة التي كانت تعج بهم الخارطة النصراوية آنذاك * ارتبط اسمه مع أول الإنجازات الذهبية التي حققها فارس نجد في التسعينيات الهجرية فبعد خسارة النصر أمام الاتحاد عام 1387ه نهائي كأس الملك 5/3 عاد ليقود النصر للفوز بأول لقب ذهبي كأس ولي العهد عام 1393ه ثم كأس الملك وولي العهد عام 1394ه خاصة كأس ولي العهد الذي كسبه النصر أمام الوحدة في ملعب الصبان بجدة 2/ 1سجل الدنيني هدفاً وصنع الآخر, وكان نجم المباراة بلا منازع, انضم المهاجم الكبير لصفوف منتخب الوسطى في النصف الثاني من عقد الثمانينيات الهجرية في بطولة كأس المصيف لمنتخبات المناطق, وتألق مع منتخب الوسطى مع بقية نجوم الكرة بالمنطقة أمثال مبارك الناصر وسلطان مناحي وسعد الجوهر وناصر. وناصر السيف وطارق التميمي ونادر العيد وجوهر السعيد ثم اختير لتمثيل منتخب المملكة في الثمانينيات الهجرية, ولعدم وجود مشاركات رسمية للكرة السعودية آنذاك حيث كانت مشاركة المنتخب مقتصرة على إقامة لقاءات حية وودية ضد الفرق الزائرة آنذاك. * كان (الدنيني) يملك أدوات ومهارات البروز في حقيبته التهديفية.. فقد كان يتقن مهارة تخطي المدافعين بسرعتة العالية, وصاحب قدم فولاذية يجيد فن التصويب من مسافات بعيدة, فضلاً عن بنيته الجسمانية القوية, وكذا سلوكه الرياضي الرفيع وقد نال - يرحمه الله - خلال مشواره الرياضي الذي امتد لأكثر من 12 عاماً العديد من الألقاب, ومن أشهرها الجناح الذهبي, ولأن سلوكه الرياضي الرفيع يُعد جزءاً من نجومية اللاعب فقد كان نجماً مثالياً داخل وخارج الملعب فطوال مشواره الرياضي لم ينل بطاقة حمراء، بل كان نموذجياً ونجماً محبوباً من الجميع , حتى إنه كان نموذجاً في احترامه لشعار ناديه وانضباطه وإخلاصه الكبير ولعل تبرعه بمبلغ من المال (..) !! دعماً لفريقه في أحد المعسكرات الخارجية طبقا لما ذكره أحد نجوم الكرة بالمنطقة الوسطى فهد بن منيف في لقاء تاريخي نشرته الجزيرة قبل سنوات, يدل على وفائه وعمق انتمائه, ولأن الدنيني نجم ضحى لناديه بالشيء الكثير فقد بادر رمز النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود -رحمه الله - بإقامة حفل تكريم جماعي لخمسة من أشهر نجوم النصر وهم: سعد الجوهر وسعود أبو حيدر وجوهر مرزوق وناصر كرداش وأحمد الدنيني في النصف الثاني من عقد التسعينيات الهجرية في لفتة رائعة ولمسة وفائية من رجالات النصر الأوفياء, استمر الدنيني في الملاعب حتى عام 1394ه حيث توقف عن الركض واعتزل الكرة بعد مشوار طويل حافل بالبطولات الذهبية والألقاب المميزة ولأن الدنيني كان نجماً غير فقد كان أسطورة النصر في الثمانينيات الهجرية, قلّ ما تكرر في زمن شحّت فيه النجوم والمواهب, وإزاء ذلك حظي - يرحمه الله - بمتابعة جماهيره التي كانت تعشق فنه وتطرب لأدائه ونزعته التهديفية في الملاعب الترابية فكان نجماً محبوباً لدى الجماهير الرياضية بمختلف الميول والشعارات شأنه في ذلك شأن بقية نجوم الكرة بالمنطقة الوسطى الكبار بمثاليتهم وعطائهم الرفيع. * ففي عام 1419ه رحل مهاجم النصر الشهير الدنيني عن هذه الدنيا وتحديداً في شهر محرم إثر نوبة قلبية.. فتوفي عن عمر يناهز الخمسين لتفقد الحركة الرياضية في المملكة أحد نجومها الكبار ممن كانوا يملكون فكراً كروياً عالياً وقدرة تهديفية بارعة وخلقاً رفيعاً.. فكان بالفعل يُعد من الفصائل النادرة التي يصعب تكررها في تلك الأيام الخوالي.. فرحل وترك سيرة حافلة بالنجومية والألقاب والمنجزات الذهبية للمسيرته النصراوية.