(إذا كان كل البشر يمتلكون رأياً واحداً وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأياً مخالفاً فإن إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بني البشر إذا توفرت له القوة)، هكذا يرى الفيلسوف البريطاني «جون ستيوارت مل» حرية التعبير . تقاس حضارة الأمم بمعدل سقف حرية الرأي، وتزداد قيمة «الإعلام» بحرية التعبير بدون أي قيود من أي جهة رقابية، الحرية لا تعني «الانفلات» وليس مقصدها بيع ضمير المهنية ب «التزييف» . الفارق ما بين نجاح «الإعلامي» وفشله هو «الرقيب الذاتي» الذي ينبض داخل جسده بضمير «صادق» يلتزم بضوابط المهنية من تلقاء نفسه، احترامك لنفسك أولاً وبالمحتوى الإعلامي الذي تنتجه يحقق لك معادلة الاحترام من المتلقي، أما خلاف ذلك ستجد نفسك سجيناً في وحل «السخرية» لا يحترمك أحداً ولا قيمة لك كشخص أو ما تنتجه إعلامياً! كثير من المهن يفخر أهلها بأن يسبق أسماءهم دلالتها، معلم المدرسة الأستاذ، عضو هيئة التدريس بالجامعة والطبيب يعشق كلمة «الدكتور»، المهندس يعجبه حرف «الميم» قبل اسمه، وهكذا الضابط والعسكري . اليوم نحن في الإعلام الرياضي أصبحنا نخجل بأن نعرف أنفسنا في المجالس بمجال عملنا لكي لا يسخر منا أحد، صورتنا الذهنية بين الناس مؤلمة... لماذا وما هو السبب؟ بعض البرامج الرياضية تشتري بضاعة رخيصة من الإعلاميين الرياضيين «غير المهنيين» من أجل (الصراخ، تبادل الشتائم، الكذب)، ليس هذا فقط، بل بعد البرنامج يتشابكون بالأيادي! لا يخفى على أحد أن «الإثارة الإعلامية» محمودة في الرسالة الإعلامية لكن هناك فرق بينها وبين «قلة الأدب» وهذا للآسف ما تروّجه هذه البرامج الرياضية «الهابطة» في المحتوى باستضافة أمثال هؤلاء»المهرجين» وتلبيسهم قبعة «الإعلامي» لنشر التعصب الرياضي! لا يبقى إلا أن أقول: مع كل هذا هناك برامج رياضية تستمتع بمتابعتها تحتضن ضيوف من زملاء المهنة تفخر بهم يحترمون أنفسهم و المشاهدين لذلك مثل هذه البرامج استمرت طيلة هذه السنوات بنجاحتها وتألقها. الإعلام الرياضي يزخر بالكثير من «الزملاء» ذوي الخلق الرفيع والمهنية لذلك يحترمهم الجميع ويفخر بهم. يجب أن يكون هناك شراكة ما بين الهيئة العامة للرياضة ووزارة الثقافة والإعلام لتقويم الإعلام الرياضي لست أقصد هنا «تكميم الأفواه»، بل تصحيح المسار من هذا «العبث» المخالف لحرية الرأي. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك