أن يغضب البعض من ظهور شاب في حالة غير طبيعية على قناة فضائية أمر مبرر إلى حد ما، فبعض البعض لديه اعتقاد أنه يعيش في مجتمع ملائكي وبريء، ومثل هذا الظهور يجعله يغضب، وهذا غضب أصيل وصادق، وإن لم تتفق معه تتقبله من باب أنك تؤمن بحرية الغضب. ثمة فئة أخرى والتي يمكن تسميتهم بالانتهازيين الذين يستغلون الظروف بنفس طريقة سائق سيارة يطارد سيارة الإسعاف مستغلا الموقف لمصالحه الشخصية فيهرب من الزحام، وهؤلاء عادة غضبهم مزيف؛ لأنهم يريدون أن يقولوا لنا من خلال غضبهم : «يا الله .. هل يعقل هناك بشر هكذا» ، أعني يريدون أن يضعوا أنفسهم على مقصلة الصيت الحسن. وهؤلاء لا يمكن لك تصديقهم في الوقت نفسه لا يمكن لك إلغاؤهم، لأنه دائما هناك أشخاص، يؤمنون بالانتهازية واصطياد الفرص لتحقيق مصالحهم، وإن كانت المصلحة أن يقال عنهم «واااو رائعين». ولكن أن يخرج آمين عام هيئة الصحفيين السعوديين الدكتور عبدالله الجحلان غاضبا وقامعا للإعلام أمر لا يمكن تبريره، إذ قال : «من وجهة نظري الشخصية والمهنية لا أرى أن هناك فائدة من إجراء هذا اللقاء نهائيا، فأضراره قد تكون أكثر من نفعه، ونحن نحسن الظن بالقائمين على تلك القناة، ولا نريد وصف تصرفها بأنه عمل إعلامي غير شريف»، ما هي هذه الأضرار؟ يقول: «تعدد مضامين تفسيرات المشاهدين لأصناف مرتادي الملاعب وغيريه، ثانيا هذا التصرف لا يمت للرياضة بصلة خصوصا أن القناة رياضية». من هذه الفلسفة يمكن منع كل شيء، فيمنع نشر قضية إمام المسجد الذي اختلس الملايين حتى لا يتم تشويه باقي الأئمة، ويمنع نشر خبر مسؤول كبير في وزارة التجارة خدع 1500 مواطن، ويمنع طرح قضية القاضي الذي أكد أنه سحر، ويمنع طرح ظاهرة الرشوة، ويمنع طرح قضايا الفساد الإداري والمالي في الدوائر الحكومية، وهكذا يتم تكميم الإعلام بنفس الحجة العظيمة، وأن الناس ستعتقد أن كل الموظفين في الدوائر الحكومية مرتشون. أليس غريبا أن يطالب أمين عام هيئة الصحفيين السعوديين بتكميم الإعلام، فيما الأهداف المناطة بهيئة الصحفيين تؤكد أن من مهام الهيئة الدفاع عن مصالح الإعلام وحقوقه، والعمل على تقدمه وتطوره، وترسيخ مفاهيمه واحترامه، وتعزيز مفهوم حرية التعبير؟ في أحايين كثيرة ينتابني شعور أن هيئة الصحفيين ما هي إلا دعابة، تثير الدهشة أحيانا، وخصوصا حين يعمل أمينها ضد أهدافها، ويطالب بتكميم الأفواه، فيما الأهداف تريد تكريس حرية التعبير. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة