يبدو أن السلط التونسية وعلى ضوء ما وصلها من تقارير استخباراتية محلية وغربية تؤكد احتمال تسلل دواعش وعناصر إرهابية مسلحة من ليبيا إلى الأراضي التونسية عبر البحر، وتحديداً عبر جزيرة قرقنة التابعة لمحافظة صفاقس الجنوبية، استعجلت الإمضاء على اتفاق يجمعها بالمعتصمين الذين كانوا سبباً في توقف إنتاج الشركة البريطانية "بتروفاك" للتنقيب عن النفط الموجودة بالجزيرة التي غادرتها قوات الأمن بسبب تعنت المعتصمين وتعنيفهم لأعوان الأمن وخوفاً من تأزم الوضع هناك، وقد عادت "بتروفاك" للعمل مرة أخرى بعد أن تم إقرار إنشاء شركات أخرى هناك لامتصاص آلاف اليد العاطلة عن العمل. وكانت تقارير أمنية استخباراتية وطنية وخارجية حذَّرت من تسلل مئات دواعش سرت الليبية عبر البحر إلى جزيرة قرقنة، مستغلين الفراغ الأمني الذي تعيشه الجهة منذ أشهر. وأفادت ذات التقارير أن دواعش سرت الليبية الذين تم فتح مسالك لهم لمغادرتها، توجهوا إلى عدد من الوجهات الصحراوية والبحرية أيضاً، حيث تم تأمين تنقل أعداد منهم عبر البحر من طرف قوى إقليمية للتوجه إلى مناطق أخرى خارج ليبيا ومن بينها جزيرة قرقنة في تونس التي تعاني من الفراغ الأمني وغير البعيدة عن السواحل الليبية خاصة عن خليج مدينة سرت الليبية. وحذرت ذات التقارير الاستخباراتية من تنقل دواعش سرت إلى مناطق أخرى لاحقاً على أراضي البلاد التونسية. سياسياً، وعلى إثر انتشار أخبار تشير إلى توتر العلاقة بين الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الدولة ومؤسس حركة نداء تونس والشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، وذلك على خلفية "استحواذ" الحركة على النصيب الأكبر من التعيينات الجديدة في سلك المحافظين، قال السبسي إنه لا صحة لوجود خلافات بينه وبين رئيس حركة النهضة وإن أي أنباء حول هذا الموضوع لا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن سياسة التوافق بينه وبين الغنوشي لا تزال صلبة وقوية طالما أنها تخدم البلاد والصالح العام. ووصف رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إن زيارته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للمشاركة في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي منتدى الأعمال الأمريكي الإفريقي بأنها كانت "ناجحة بشكل غير متوقع" من خلال الاستقبال الذي حظي به من قبل الإدارة الامريكية والحوار الذي اجراه معه باللغة الفرنسية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمام زعماء العالم وقادته وكبار رجال الأعمال الأمريكيين.