لضمان الحصول على ما سعت إليه كونت إيران مجموعة من جماعات الضغط السياسي «لوبيات» في عدد من الدول الغربية وحتى الحليفة لها مثل روسيا والصين والهند والبرازيل وإندونسيا، وحققت هذه «اللوبيات» الكثير من الإنجازات بالضغط على الدول وبالذات ما كانت تعرف ب5+1 التي تفاوضت مع نظام ملالي إيران في الملف النووي الإيراني؛ إذ استطاع ممثلو ملالي إيران تحقيق الكثير مما كان النظام الإيراني يسعى للحصول عليه مقابل «تجميد مؤقت» للأنشطة النووية، مثل السماح بمواصلة السعي لإنتاج الصواريخ البلاستية، وهي الوسيلة الأهم لنقل الأسلحة النووية، إضافة إلى إطلاق يد النظام الإيراني للعبث في أمن المنطقة العربية، وتكريس طهران كحليف، وإن لم يعلن لفرض «ضوابط» مكافحة الإرهاب من خلال غض النظر عن دعم ملالي إيران للإرهاب وممارسته عبر أذرعته الإرهابية المتمثلة في المليشيات الطائفية وأجهزته المتخصصة والتي يعرفها الغرب والشرق معاً، كفيلق القدس، والحرس الثوري. نجاح نظام ملالي إيران في تكوين وتقوية إنشاء مجموعات الضغط السياسي في عواصم صنع القرار الدولي، استثمره الملالي وبنجاح، وبدأ يحقق فوائد وإضافات لصالح النظام في خدمة أطماعه وأجنداته السياسية. وامتدت أذرع اللوبي الإيراني في تأثيراتها إلى توظيف كبار المسؤولين في الدول المؤثرة حتى أن التوقعات بأن هؤلاء المسؤولين سيكونون «أدوات ترويج» لوجهات نظر ملالي إيران بعد أن يتركوا السلطة، ومن بين المرشحين لهذه الوظائف وزير خارجية، بل وحتى رئيس دولة على غرار ما فعله توني بلير الذي عمل مستشاراً لبعض الدول بعد تركه رئاسة الوزراء البريطاني. بوادر خدمة نظام ملالي إيران والتبكير بتقديم هذه الخدمات بدأت منذ فترة غير وجيزة، ومن يتابع تحركات وأقوال وتصريحات كبار المسؤولين في تلك الدول 5+1 يرى أنها تتماشى مع ما يريده ملالي إيران، والذي يهدف إلى تشويه سمعة الدول التي يتدخل نظام ملالي في شؤونها الداخلية، إذ تركز أقوال تلكم المسؤولين ومكائنهم الإعلامية على انتقاد الدول العربية المجاورة لإيران الساحة التقليدية لتدخل نظام ملالي إيران في الشؤون الداخلية، وفي أقوال تكاد تكون متطابقة مع المضمون نفسه والمعنى بل وحتى الكلمات التي تصدر من طهران ودكانينها الطائفية في بيروتوبغداد؛ إذ تشهد لندن وواشنطن والإعلام الغربي بصفة عامة محلات إعلامية سلبية تجاه دول عربية معينة، وبالذات مملكة البحرين، تعكس رؤية منحازة وبعين واحدة سواء ما تتداوله الإدارة الأمريكية من نائب الرئيس إلى وزير الخارجية وصولاً إلى أوساط الكونغرس وامتداداً إلى صحيفة نيويورك تايمز؛ إذ انشغلت كل هذه الجهات التي اخترقها اللوبي الإراني بقيام مملكة البحرين بتجريد مرشد الإرهاب عيسى قاسم من الجنسية البحرينية التي تجنس بها، وتغاضت كل هذه الجهات «السيادية والإعلامية» عن الفعل الإرهابي الذي مثله تهديد قاسم سليماني بإشعال منطقة الخليج العربي وتدمير البحرين التي «تجرأت» وتصدت للإرهاب الإيراني. البحرين في مرمى النيران لأنها حصنت أمنها، وقبلها دول عربية تعرضت لتشويه مواقفها لأنها تعمل على حماية أمها واستقرارها وتدافع عن سيادتها، فيما يمارس نظام ملالي إيران كل أنواع الموبقات والإجرام الإرهابي في الأحواز وكردستان إيران وتقصف بالصواريخ ميخمات اللاجئين في بغداد «ليبرتي» وترسل الأسلحة للمليشيات الإرهابية والإرهابيين لليمن وسوريا والعراق ولا أحد يتكلم بذلك بسبب قدرة «لوبيات نظام ملالي إيران» على تغييب الحقائق واستعداد المسؤولين الكبار في الغرب على تقديم الخدمات المدفوعة الثمن.