فاق السياسيون والقادة مشاهير الفن والرياضة بالتصدر على قائمة أقوى وأجمل صور ال»سيلفي» في عام 2014. على الصعيد المحلي احتلت صور الملك عبدالله -رحمه الله- مع أحفاده أهم صور ال«سيلفي» في السعودية، وفي عام 2015 -2016 تصدر مشاهير الشبكات الاجتماعية القائمة. وإن كان «ملك الفلاشات» إبراهيم الفريان قد نال شهرته بذراعه كما صرح في إحدى لقاءاته، فإن مشاهير ال«سيلفي» من الجيل الجديد استطاع بكل سهولة أن ينال الشهرة ب»آيفونه». فرضت ظاهرة ال»سيلفي» قوتها وتأثيرها على العالم لتضاف ضمن المصطلحات الحديثة (Selfie) في قاموس أكسفورد عام 2013، التي تعني التقاط الشخص صورة لنفسه بواسطة كاميرا الهواتف الذكية، والمشاركة في منصات الشبكات الاجتماعية. التطور الحاصل الآن أن موجة ال»سيلفي» التي تجتاح العالم وثقت التجاوزات الأخلاقية والقانونية، وقدمت دليلاً دامغاً على تلك التجاوزات بيد أصحابها. من إيطاليا وثَّق ال«سيلفي» فساد ممرضة أخلت بشرف المهنة من خلال رصد ابتسامتها غير المبالية بالموتى. وفي السعودية وثقت إحدى العاملات بمستشفى بمكة تجاوزها الأخلاقي في التقاط «سيلفي» أثناء إجراء الفريق الطبي لعملية جراحية. التحول الجدير بالملاحظة أن مهوسو ال«سيلفي» هم من يوثق تجاوزاتهم بهواتفهم ونشرها في شبكات التواصل الاجتماعية. لينطبق عليهم المثل الشهير يداك أوكتا و»جوالك نشر». السيلفي اليوم يعد أحدث أداة لصحافة المواطن في جمع الأدلة التي وثقت بيد أصحابها وتقديمهم للعدالة. قضية المتحرش بالأطفال خير مثال على جهود الجمهور الفعال في الرصد والرقابة لمحاسبته عن تجاوزاته الأخلاقية والقانونية، كما أن قضية إمام المسجد الذي وثَّق تجاوزه الأخلاقي بعبارة خادشة للحياء في الحديث مع طفل ونشره في وسائل التواصل الاجتماعي خير دليل على أهمية تلك الأداة في تطهير المجتمع من تجاوزات المجاهرين المحبين للشهرة دون تفكير بالعواقب الدينية والدنيوية. ثقافة الصورة ولدت منتجات لعشاق ال»سيلفي»، فنجد فساد ال«سيلفي» في الصحافة الغربية والشبكات الاجتماعية مادة غزيرة في توثيق خسة ودناءة وفساد ملتقطيها. فهناك العديد من الحسابات والمواقع مهمتها رصد الممارسات السلبية وإثارة الرأي العام ضدها. الواقع المحلي متعطش لمنصة إعلامية متخصصة في نشر ال»سيلفي» للقيام بدور إيجابي في المتابعة والرصد وفضح التجاوزات الفردية والجماعية، واضعة نصب عينيها هدفًا واحدًا قاموا فساد ال«سيلفي» بنشره.