سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فيصل بن معمر: عملنا الحالي والمستقبلي لمساندة الجهود الأمنية وتعزيز التلاحم الوطني مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني يكرم الفائزين بجوائز «حواركم» للأفلام القصيرة
في ليلة كانت الشاشة سماءها والأفلام القصيرة نجومها، وأرضها التسامح والتعايش والوحدة الوطنية، أقام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني مساء أمس الأول حفلا كرم فيه الفائزين الشباب بمسابقة «حواركم» للأفلام القصيرة، إضافة إلى عرض جميع الأفلام المتوجة بالمراكز الأولى والتي ناقشت مع غيرها من الأفلام المشاركة وعبر كاميراتها نبذ التعصب وتعزيز اللحمة الوطنية من مختلف الزوايا الفنية والفكرية، وتعتبر مسابقة «حواركم» للأفلام القصيرة مسابقة مفتوحة لكافة الشباب المبدعين والمخرجين والمهتمين بصناعة الأفلام شريطة أن تتحدث الأفلام عن تحقيق المصالح الوطنية عبر إشاعة ثقافة الحوار ومواجهة كل ما من شأنه أن يهدد الوطن ويهدد وحدته وتلاحم أفراده من شتى أنواع التطرف والتعصب الفكري. وخلال الحفل الذي حضره عدد من المسؤولين والشخصيات الإعلامية والفنية إضافة إلى الجمهور من الشباب من المهتمين بالأفلام القصيرة وشغف صناعتها وإنتاجها، أكد الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر على ضرورة استثمار طاقات الشباب في الإعلام الجديد للتعبير عن القضايا الوطنية وعن التحديات التي تواجه الشباب والمجتمع ككل، قائلاً ان الشباب هم الأكثر تأثيراً وتأثراً في المجتمع وخصوصاً للمبادرات التي تأتي منهم، فهم «أقدر الفئات إسهاما في التوعية العامة للمجتمع بخطورة آفات التطرف والإرهاب والتعصب والطائفية، ويكون التأثير أبلغ في أوساط الشباب عندما تكون المبادرات مقدمة من قبلهم وهي تجسيد لطموحنا الذي يسعى إلى جعل الحوار ضمن نشاط الحياة العامة طبعا لمجتمعنا وأسلوبا لحياتنا تتضافر فيه جهود المسجد والمدرسة والأسرة والإعلام تأكيدا لقيمة الحوار كارتباط بالأصل الذي هو ديننا الإسلامي واتصال بالعصر الذي هو التطوير والتحديث». ورفع معاليه أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين، ولصاحب السمو الملكي ولي العهد، ولصاحب السمو ولي ولي العهد، حفظهم الله، والدعاء بالمغفرة والقبول لشهداء الوطن من رجال أمنه وجيشه البواسل والمواطنين والمواطنات الذين استشهدوا، سائلاً الله أن يمن بالشفاء العاجل للمصابين منهم، وتوجه بالدعاء للمولى عزّ وجل أن يحفظ جنودنا البواسل على الحد الجنوبي. وأضاف ابن معمر أن «التوحيد هو أصل لهويتنا الدينية» مؤكدا على رؤية المركز الحوارية حيث قال:» ظلت هويتنا وثوابتنا الشرعية هي منطلق الرؤية في أهداف المركز منذ تأسيسه عام 1424ه بمبادرة كريمة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله- عندما كان وليا للعهد وموافقة الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله-». وأضاف ابن معمر خلال كلمته الافتتاحية بأن المركز وخلال أكثر من عشر سنوات يعمل على ترسيخ قيم الحوار تعزيزا للوسطية والاعتدال ومكافحة التعصب والكراهية ومعالجة الاختلافات بالحكمة والموعظة الحسنة، ولهذا كان اهتمام المركز باستثمار كافة الوسائط الرقمية في تشكيل وعي المواطن لاسيما في عصر الصورة، لذا جاء تنظيم المركز لهذه المسابقة ضمن اهتمامه الحيوي بإبداعات الشباب وتنمية مواهبهم الفنية، منوها بأن المركز يمارس من خلال تنظيم مثل هذه المسابقات دورا حيويا في استنفار المجتمع تعبيرا عن التلاحم القوي بين كافة فئات المجتمع في مواجهة الآفات التي تهدد كياننا ووحدتنا وتوحيدنا، ويساهم في الارتقاء بفكرة المصلحة الوطنية العليا في أوساط الشباب ليعكسوا بذلك صورة مشرقة عن الوطن داخليا وخارجيا، كما أوضح معاليه أن لدى المركز كثيرا من المشاريع الواعدة من خلال برامج التلاحم الوطني لمواجهة الفكر المتطرف والطائفية والقبائلية والعنصرية، والشباب هم ركيزة الفئة المستهدفة في برامج المركز. وأشار ابن معمر إلى أن المتغيرات التقنية في عالم الاتصالات جعلتنا نسارع الخطى بحثا عن اللحاق بالتطورات المتسارعة حيث أصبحت الصورة الإعلامية اليوم في متناول الجميع ويمكن لكل شخص أن يصبح صحفيا ورئيس تحرير لذا يجب أن نتكاتف في توسيع دائرة الوسطية والاعتدال ومكافحة التطرف والإشاعات وتعميق الولاء والانتماء. واختتم ابن معمر كلمته مشيرا إلى أن ظواهر التطرف والإرهاب والنزعات العنصرية والعصبية تمارس من قبل أقلية وشاذة من المجتمع، ولهذا فإن تثمين دور غالبية أبناء المجتمع في دعم التعايش والوحدة الوطنية وكشف وفضح هذه الفئة الشاذة والتبرؤ منها وإدانتها يساعد على حصارها وقطع الطريق عليهم وإفشال غاياتهم وضمن هذه الجهود تأتي أهمية الأفلام القصيرة واستثمار الإعلام الجديد بمختلف وسائطه. وتتجدد الرسائل ويتغير الجمهور بتجدد الوسائل والأدوات والاهتمامات، ومع كل جديد نجد أنفسنا بحاجة إلى أدوات وأفكار جديدة، فما يحققه فيلم قصير على شبكة مثل اليوتيوب قد تتأخر عن تحقيقه البرامج والأدوات الكثيرة، ولذلك وعبر مسابقة الأفلام القصيرة حرص المركز على إشراك الشباب وتكريس ممارسة العمل الثقافي الفكري عبر الشاشة، ساعيا لإعداد جيل جديد واع ومثقف، سلاحه الحوار وخزينته أمانة ومسؤولية الكلمة، ووطنه الأمن، وقضيته الإنسان، جيل تبقى جذوره مرتبطة بدينه وأرضه وثقافته، معتز بحضارته وتراثه الثري، جيل فطن منفتح على العالم، مدرك ومتفاعل مع متغيراته ومستجداته بصورة إيجابية ومشرفة. ورغم قصر الأفلام، إلا أن شوق الانتظار لمشاهدتها على الشاشة الكبيرة وخطوات صعود أصحابها إلى المنصة لاستلام جوائزهم كان طويلا، كانت هناك لحظات عاطفية لا تنسى وستبقى راسخة في عقول الفائزين المنتشين بحضور الجمهور وجمال التكريم، فبعد انتظار دام لأكثر من ست سنوات من أجل الفوز بجائزة فنية، أثار صاحب المركز الأول عبدالله المفرج مشاعر الحضور بكلماته التلقائية وكيف قضى هذه السنوات في التعلم والعمل والتصوير منتظرا لحظة تكريم تحقق له ذاته وتثبت صحيح مساره الفني، ولكل فائز ومشارك قصة مثيرة أخرى سيرويها مستقبلا، وقد كان الحفل فرصة لالتقاء الأفكار والمبدعين وتبادل الحوارات القصيرة جمع طيفا من الإعلاميين والأكادميين والمهتمين والمتخصصين في الإعلام الجديد. يذكر أن فيلم " المعاني المفقودة" من إعداد عبد الله المفرج من الرياض قد فاز بالمركز الأول في المسابقة، فيما فاز فيلم: " مارق" من إعداد علي سالم من مدينة جدة، بالمركز الثاني، وفيلم " ذرة" لعبد الله الخميس من الرياض بالمركز الثالث، وفيلم:" المدرسة" بالمركز الرابع، أما المركز الخامس فكان من نصيب فيلم:" التسامح" من إعداد رائد الدوسري من الظهران. كما حازت عشرة أفلام قصيرة على الجوائز التشجيعية للمسابقة حيث رأت لجنة التحكيم أنها تستحق جوائز تشجيعية لما فيها من جهد فني، وما قدمته من مضامين تحث على مبادئ الوحدة الوطنية، والتسامح، والاعتدال، وعلى محاربة الغلو والتطرف والإرهاب، والأفلام العشرة هي:" أوراق" من إعداد فوزية خالد من الرياض، و "تحلو الحياة" لمحمد سنجاب، وهو مقيم سوري، و "الخطة البديلة" لعمر العيسى من حائل، و "لون الحياة" لعبدالعزيز بن خنين من الرياض، و "درهم" من إعداد أحمد الحمود من الأحساء و "شراكة" لمحمد بن ناصر العبيد من الرياض، و "نبقى متسامحين" من إعداد عمار الخليفة وهو مقيم سوداني في مدينة رأس تنورة، ثم "وطني أهزوجة" لمحمد الحويطي من تبوك، و "على الطريق" لعلي الزهراني من الرياض، وفيلم "عتاب طفلة" من إعداد فواز بن سعد من الرياض. وتهدف مسابقة «حواركم» إلى تفعيل تواصل المركز مع الشباب عبر وسائل الإعلام الجديد وزيادة المحتوى الإيجابي عبر الشاشة وعبر الانترنت لتعزيز ثقافة التعايش والتسامح وتكريس الوحدة الوطنية ورفض خطابات التطرف والتعصب. ويمكن مشاهدة جميع الأفلام المشاركة من خلال زيارة موقع المسابقة على الرابط: (http://7iwarcom.com)، كما يمكن مشاهدتها عبر موقع اليوتيوب من خلال استخدام وكتابة وسم #حواركم في نافذة البحث.