في الوقت الذي بدأت فيه أولى فعاليات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في مبناه الجديد، شدد أمينه العام فيصل بن معمر على أهمية دور وسائط الإعلام الجديد، في صناعة الرأي والتغيير، وأنها أصبحت أكثر وصولا وأكثر تأثيرا في الأجيال الجديدة التي عرفت التقنية منذ وقت مبكر، وأصبحت تتفاعل معها بشكل يومي تقريبا. جاء ذلك خلال كلمته في حفل تكريم الفائزين في مسابقته "حواركم" للأفلام القصيرة، مساء أمس، وسط حضور كبير من المثقفين والإعلاميين. وحسب ابن معمر، فإن نتائج ما حققه فيلم "القاتل الخفي" الذي أنتجه المركز، فاقت ما حققته استثمارات إعلامية للمركز، انفقت فيها مبالغ تفوق عشرات الأضاف، الذي كان فكرة بعض الشباب، مبيناً أن تأثيره أقوى من تأثير الأمور الإعلامية الأخرى التي استثمرنا فيها؛ فهذا دليل على أهمية مجاراة التقدم بشبكات التواصل الاجتماعي. وأشار ابن معمر إلى طموح المركز الذي يتمثل في تطبيع الحوار ضمن جميع الأنشطة، وأن يكون الحوار طبعاً من طبائع المجتمع السعودي. واستذكر كلمة للأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز - يرحمه الله- حينما قال : حاربوا الفكر بالفكر، مضيفاً قوله : "فهذا هو المطلوب". وأكد ابن معمر على ضرورة استثمار طاقات الشباب في الإعلام الجديد للتعبير عن القضايا الوطنية وعن التحديات التي تواجه الشباب والمجتمع بشكل عام، قائلاً: إن الشباب هم الأكثر تأثيراً وتأثراً في المجتمع خصوصاً المبادرات التي تأتي منهم. وتطرق في كلمته لتجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، خلال الأعوام الماضية، والجهود المبذولة منذ تأسيس المركز حتى الآن في مجالات نشر ثقافة الحوار وقيم الوسطية والاعتدال ونبذ الكراهية والتعصب، وأبرز التوجهات المستقبلية للمركز. وقال : "ما تمر به المنطقة وما شهدته بلادنا من بعض الأعمال التي قامت بها الفئة الضالة من استهداف للمؤسسات والأجهزة الأمنية والمساجد، دعا المركز لتبني مشاريع جديدة تهدف لمساندة الجهود الأمنية وبرامج حوارية لتعزيز التلاحم الوطني بين جميع أطياف المجتمع". وأوضح أن من أهم أهداف المسابقة إعطاء الشباب فرصة المشاركة في التعبير عن قضايا الحوار وأهدافه خاصة فيما يتعلق بالوحدة الوطنية والتسامح والتعايش، التي يوليها المركز الكثير من العناية ويركز عليها في برامجه الحالية. وتابع : "كذلك استنفار القوى الفاعلة في المجتمع ومنها فئة الشباب للتعبير عن القضايا الوطنية، وتقديم صورة مشرقة عن الوطن داخلياً وخارجيا، ولتتكامل الجهود بين جميع المؤسسات في المجتمع لنشر ثقافة الحوار وقيم الوسطية والاعتدال والتعايش". وتم خلال الحفل، عرض الأفلام القصيرة الخمسة الفائزة بالمراكز الخمسة الأولى في المسابقة وقيمتها 150 ألف ريال، وكذلك تكريم الأفلام العشرة الفائزة بالجوائز التشجيعية. وقد فاز فيلم "المعاني المفقودة" إعداد عبدالله المفرج من الرياض بالمركز الأول في المسابقة، فيما فاز فيلم : "مارق" إعداد علي سالم من مدينة جدة بالمركز الثاني، وفيلم "ذرة" لعبدالله الخميس من الرياض بالمركز الثالث، وفيلم : "المدرسة" بالمركز الرابع، أما المركز الخامس فكان من نصيب فيلم : "التسامح" إعداد رائد الدوسري من الظهران. كما حازت 10 أفلام قصيرة على الجوائز التشجيعية للمسابقة، حيث رأت لجنة التحكيم أنها تستحق جوائز تشجيعية لما فيها من جهد فني، وما قدمته من مضامين تحث على مبادئ الوحدة الوطنية، والتسامح، والاعتدال، ومحاربة الغلو والتطرف والإرهاب.