دعا عضو مجلس الشورى «سابقاً» والكاتب الأستاذ حمد القاضي، من عملوا مع الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ - رحمه الله -، لتأليف كتاب يخلّد مسيرة جهاده وجهوده في مجال التعليم بالمملكة، حيث أمضى - يرحمه الله - زهرة عمره وشبابه في خدمة الوطن من خلال قطاع التعليم منذ أن تولى وزارة المعارف، بعد أن وضع أسسها الملك فهد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه -، ومروراً بمراحل عمره وعمله الزاخرة بالمنجزات والتطوير عمودياً وأفقياً. وقال حمد القاضي إن الشيخ حسن آل الشيخ قفز بالتعليم في السعودية قفزات كبيرة، فافتتح الآلاف من المدارس والمعاهد، وأُنشئت في عهده الجامعات السبع وانتقل بها إلى مدارات علمية واسعة مواصلاً مسيرة التطوير من خلال الابتعاث والملحقيات الثقافية، ولم يتوقف عن العمل والإنجاز حتى توفي - رحمه الله -، وبقيت مآثره وبصماته ومبادراته التاريخية. جاء ذلك أثناء محاضرة ألقاها ضمن معرض الكتاب الثاني بجامعة الجوف والتي استهلها بخاطرة كتبها عن منطقة الجوف وزياراته لها في مناسبات ثقافية متعددة، واصفاً الجوف بالمنطقة الجميلة التي تجمع الإرث التاريخي بجمال الإنسان وكرمه وأصالته. واستعرض القاضي جوانب عديدة من حياة وشخصية الشيخ حسن آل الشيخ - رحمه الله -، ومن أبرزها احتفاؤه بتاريخ الوطن وأمجاده وحبه الشديد لكتب التاريخ ومؤلفاته، ودعم العديد من الإصدارات التاريخية والتقديم لها والتوصية بطباعتها ونشرها، وتصدره - يرحمه الله - لمجالس الأدب والثقافة متحدثاً عن مسيرة الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه - وتوحيد المملكة، ومدعماً حديثه بالقصص والأسلوب الشائق، وكذلك من خلال ترؤسه لدارة الملك عبد العزيز منذ تأسيسها وما بذله فيها من جهود حثيثة في خدمة الوطن وحفظ تاريخه وتراثه. وفصّل حمد القاضي في إسهامات الشيخ حسن آل الشيخ - رحمه الله - الثقافية، مستشهداً بتأسيس المجلة العربية في عهد الملك فيصل - رحمه الله -، حيث قدم فكرتها للملك فيصل فوافق على إصدارها وأوكل له مهمة الإشراف عليها، واستعرض أهداف فكرة المجلة العربية الرامية إلى تقديم رسالة وطنية عن المملكة من خلال توزيعها خارجياً، وربط المثقفين في الداخل بجديد الفكر والأدب والثقافة، حتى أصبحت منبراً إعلامياً ثقافياً رصيناً يستكتب فيه المثقفين ويقترح الزوايا، ويكتب زاوية خاصة به بعنوان (خطوة على الطريق الطويل). وتناول حمد القاضي شخصية الشيخ حسن آل الشيخ الأديب والمثقف المفعم بحب دينه ووطنه وحرصه على إيصال رسالة عميقة ومخلصة، كما تناول الشيخ حسن آل الشيخ داعم الشباب، معرجاً على دوره في تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي ودعم الشباب في مجال التأليف والأدب والثقافة، فهو حين يتوجه لأمر يخدم دينه ووطنه يتوجه إليه بكل قوة وإخلاص، ومستشهداً بالعديد من كتابات وإسهامات آل الشيخ - رحمه الله -. وفي ختام المحاضرة دار حوار بين القاضي والحضور تضمن العديد من المداخلات والتساؤلات، حيث داخل معالي مدير الجامعة أ.د / إسماعيل بن محمد البشري، داعياً الكاتب حمد القاضي وكذلك الأديب عبد الله الناصر إلى تدوين سيرتهما الزاخرة بالعطاءات الوطنية منذ عشرات السنين، معلناً استعداد الجامعة لطباعتها في مؤلفات تحفظ هذا التاريخ المشرف من العلم والعمل والتأليف وخدمة الدين والوطن دون كلل أو ملل، واصفاً سيرة الضيفين بالكنز الذي تجب المحافظة عليه وتقديمه للأجيال كنموذج للرجال الذين يعملون ويسهمون حتى آخر لحظة من حياتهم، فيما قدّم عقب ذلك هدية الجامعة التذكارية للقاضي، تقديراً لحضوره وتفاعله وإجابته دعوة الجامعة.