«بعد شفائي من تبعات قراءتي لكتاب (رجم ثريا)، الذي أدخلني في كآبة، وجعلني أقرن اسم إيران بالسواد، ها هو كتاب (بنات إيران) الذي تروي فيه ناهيد رشلان سيرة عائلتها وسيرتها يعيدني إلى ذلك الأسى مجدداً». كان هذا تعليقاً لإحدى قارئات رواية بنات من إيران في موقع عالمي. شعورها لا يختلف عن شعوري حين أنهيت قراءة الرواية قبل سنوات؛ إذ اقتنيتها من معرض الرياض الدولي. رواية واقعية، دوّنت فيها ناهيد رشلان أحداث حياة أسرتها بين الحكم الملكي «الشاه» والحكم الثوري «الخامنئي». هذه العبارة تلخص الرواية.. لقد خدعنا.. هكذا يقول الإيرانيون لبعضهم بعضاً. الخميني سرق أحلامهم وأعمارهم، وقتل الجيدين: قالت لأزار «نشعر بأننا خدعنا بهذه الثورة. لم نكسب شيئاً، وقُتل الكثير من الأشخاص الجيدين». مثل زعفران الإسكندرية الذي أشاع رائحته أدوار الخراط في ترابها زعفران.. تشيع ناهيد رائحة الزعفران في أعياد النيروز التي تعود إلى بلادها وهي تغرق بالأحزان والكآبة والسواد! في فيلم أرغو الذي يدور عن حادثة احتجاز الرهائن الأمريكيين في مبنى السفارة الأمريكية في طهران 1978 - 1979 تظهر في الفيلم الحياة الاجتماعية في إيران مخيفة ومتشحة بالسواد. لو كنت لم أقرأ رواية ناهيد ربما لظننت أن ذلك مبالغة أمريكية، لكنها الحقيقة، التي لم تتغير حتى يومنا هذا، وربما تضاعفت! «إيران قطعة من عذاب» قالت ذلك سائقة إيرانية تعمل في شركة أوبر في كاليفورنيا، أوصلتني مشواراً، وسألتني عن بلدي، فقلت من الخليج. كنت أريد أن أتخلص من الحديث عن الحوثيين وداعش وغيرهم، لكنها حين استرسلت في الحديث عن أن إيران ماض لا يمكن أن تعود إليه قلت «فعلاً، بلادكم في عزلة قاتلة»! الدولة الدينية التي يحكمها الفقيه، ويصوغ الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية وفق أُطر معتقده المتشدد وأطماعه التوسعية التي تقتص ثلثي دخله القومي، يدفع الثمن فيها الضعفاء كالنساء والفقراء الذين لا يجدون تنمية تستوعبهم. الشباب في إيران من الجنسين محتقنون جداً؛ فالحياة حسب رأيهم قطعة من العذاب. وهذا ملخص رواية بنات من إيران!!