قبل أشهر من نشر قصة "غريبة" في أمريكا، تلقيتُ مكالمة من شاب إيراني قرأ مقتطفات من روايتي التي نشرتها في رد بوك. وكان يريد ترجمة الكتاب إلى الفارسية. وافقت على أمل أن تتمكن باري من قراءة قصتي. كان هناك أحد الناشرين الإيرانيين المهتمين. أرسلت السلطات الرقابية إلى المترجم لائحة بالكلمات والجمل التي يجب حذفها: كلمات مثل "أحمر" التي ترمز إلى الشيوعية، و"الليلة السوداء"، و"الأسوار العالية" اللتين ترمزان إلى القمع والسجن على التوالي. فأجريتُ التعديلات على مضض. لكن بعد بضعة أسابيع علمت أن الرقابة منعت نشر الكتاب. فعلى الرغم من أن بطلة القصة تعود إلى ثقافتها في نهاية القصة، فقد اعتبر الرقيب أن نبرة الكتاب "متحاملة على إيران". قالوا إنه يصوّر سريراً في فندق عليه بقة، وشارعاً قذراً. ومثل هذه التفاصيل قد تشير إلى. أن محاولات الشاه التجميلية فشلت. انتقل تفكيري إلى "آردفانِ"، الكاتب الذي نسجت رواية من زيارته إلى بيتنا في الأهواز. لقد قال والدي إنه يتدبر أمره في الوقوف على أرض صلبة. وتساءلت عما حل به، إذا واصل النشر أو إذا أوقعته كتبه المعتدلة في مشاكل. فكّرت في كاتب أكبر سناً من "آردفانِ"، هو صادق هدايت، كنت أقرأ له في الأهواز. كان يكتب روايات واقعية وسريالية وقصصاً قصيرة مثيرة للاهتمام، وبعضها مجازي. لكن منعت كتبه في مرحلة ما لأنها تصور بشكل واقعي الجو الخانق واليأس الذي يعاني منه العديد من المواطنين الإيرانيين، ولم يكن بوسعي إيجادها إلا في مكتبة طبطبائي. وكانت إحدى قصصه عن كلب ضال قد أغضبت النظام لأنها فسرت بأنها تعبر عن وحشية السافاك. * من رواية «بنات إيران» للكاتبة ناهيد رشلان