أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون يوم أمس السبت أن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم داعش، محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقتل المدنيين دعماً بشار الأسد. وشنت روسيا ضربات في سوريا يوم الجمعة لليوم الثالث على التوالي، واستهدفت مناطق خاضعة لسيطرة جماعات لمقاتلي المعارضة السورية وليس لمقاتلين تابعين لتنظيم داعش قالت إنها تستهدفهم؛ ما أدى إلى رد غاضب من الغرب. وقال فالون في مقابلة مع صحيفة صن: إن الغالبية العظمى من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم المتطرف على الإطلاق. وأضاف «تشير أدلتنا إلى أنهم يسقطون ذخيرة غير موجهة في مناطق مدنية، ويقتلون مدنيين. إنهم يسقطونها على قوات الجيش السوري الحر التي تقاتل الأسد». وذكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يجد مبرراً قوياً لشن ضربات جوية بريطانية ضد داعش في سوريا، لكنه يرغب في التأكد من أن لديه الدعم الكافي في البرلمان. وخسر كاميرون تصويتاً برلمانياً على استخدام القوة في سوريا عام 2013. واقتصر القصف البريطاني حتى الآن على أهداف التنظيم المتطرف في العراق. وقال فالون إن تصرفات بوتين عقّدت الموقف في سوريا، لكن الحكومة البريطانية حققت تقدماً في إقناع نواب من حزب العمال المعارض بدعم الضربات في سوريا. وأضاف بأن عدم شن ضربات سيكون أمراً خاطئاً من الناحية الأخلاقية. وتابع «لا يمكننا أن ندع للطائرات الفرنسية والأسترالية والأمريكية مهمة إبقاء شوارع بريطانيا آمنة». إلى ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس السبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى إعادة النظر في الضربات التي يشنها الطيران الروسي في سوريا متهماً العسكريين الروس بإغفال سقوط عشرات المدنيين قتلى. وفي حديث له، بثت وكالة أنباء الأناضول التركية نصه، عبَّر أردوغان عن غضبه قائلاً إن موسكو أكدت لأنقرة أن ضرباتها ستستهدف تنظيم داعش، لكنها وجهت في الواقع ضد المعارضين السوريين المعتدلين. وقال الرئيس التركي المحافظ: «سأتحدث بالتأكيد مع بوتين. سأعبر له عن حزني في هذا الموضوع». وتابع «باعتبارنا دولتين صديقتين سنطلب منه إعادة النظر في الخطوات التي اتخذها والإجراءات التي قام بها منذ بدء شن الضربات الأربعاء». وأبدى أردوغان خشيته من أن تدفع بلاده التي تتقاسم حدوداً مشتركة على طول 911 كلم مع سوريا، وتستقبل نحو مليوني لاجئ سوري، ثمن تحركات موسكو. وقال: «نحن من يعاني في مواجهة مشاكل المنطقة. إن روسيا ليس لها حدود مع سوريا. إننا نستقبل مليوني شخص، فهم لم يذهبوا إلى روسيا». وتساءل الرئيس التركي: «أريد أن أفهم لماذا روسيا مهتمة إلى هذه الدرجة بسوريا». وأضاف أردوغان بأن تركيا لديها معلومات تشير إلى مقتل 65 شخصاً في الضربات الروسية في سوريا. واستطرد «إنهم يغضون الطرف عن سقوط مدنيين قتلى». وأكد أن موسكو أبلغت أنقرة عبر رسالة إلى سفارتها في روسيا بأن عملية روسية ضد تنظيم داعش في سوريا، لكنه اتهم على غرار حلفائه الغربيين موسكو بعدم استهداف التنظيم الإرهابي وتركيز هجماتها على القوى المعارضة السورية المعتدلة.