واصل الطيران الروسي غارته الجوية في سوريا لليوم الربع على التوالي، رغم الرفض الدولي للتدخل العسكري الروسي وانتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما الدور الروسي والإيراني في سوريا، حيث نفذت مقاتلاتها خلال 24 ساعة الماضية 20 طلعة استهدفت 9 مواقع لتنظيم داعش في سوريا، حسبما أفادت وزارة الدفاع الروسية السبت. في حين قالت وزارة الدفاع البريطانية إن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم داعش. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية أيجور كوناشنكوف إن الغارات استهدفت مركز قيادة محصن لإحدى التشكيلات الإرهابية بقنبلة خارقة للخرسانة أطلقت من طائرة "سو34-"، على مقربة من مدينة الرقة شمال وسط سوريا، مضيفا ان الغارات أسفرت كذلك عن تدمير مخزن تحت الأرض يحتوي على ذخائر ومتفجرات، بحسب قناة"روسيا اليوم". وأضاف كوناشنكوف في مؤتمر صحفي إن المقاتلات الروسية استهدفت قاعدة للإرهابيين ودمرت مخازن أسلحة ل"داعش" في معرة النعمان، مؤكدا أنه حسب المعطيات تم تدمير تحصينات للإرهابيين وكذلك مخازن ذخيرة و7 آليات. وتابع انه لم يتم تسجيل استخدام الاسلحة المضادة للطائرات ضد الطائرات الحربية الروسية في سوريا وانه تم اصابة الاهداف بصرف النظر عن حالة الطقس او التوقيت. وبناء على طلب من الحكومة السورية، اعلنت روسيا يوم الاربعاء الماضي انطلاق عملياتها الجوية ضد "التنظيمات الارهابية" في سوريا بعد موافقة مجلس الاتحاد الروسي على طلب من الرئيس فلاديمير بوتين بهذا الشأن. تقوية داعش وأكد الرئيس الأمريكي أن "الصراع في سوريا هو بين الشعب والديكتاتور الأسد". وقال أوباما في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض إن التدخل الروسي سيفضي إلى تعزيز وتقوية "داعش"، معبراً عن رفض أمريكا لما يردده الروس أن كل خصوم الأسد إرهابيون. كما لفت إلى أن بقاء الأسد في السلطة يتم بدعم روسياوإيران وأن بوتين ذهب إلى سوريا حينما شعر بأن النظام بدأ ينهار. وانتقد أوباما قيام روسيا بإضعاف المعارضة المعتدلة لحساب تقوية داعش. وبالنسبة للرئيس الأمريكي، فإن "إيران والأسد هما تحالف بوتين، وبقية العالم يمثل تحالفنا"، معتبراً أن "سوريا ستكون مستقنعاً بسبب دعم الأسد". وجدد القول إن "مشكلتنا مع الأسد ولا حل بوجوده، والضربات الروسية ستبعدنا أكثر عن الانتقال السياسي. أكدت لبوتين أن الحل في سوريا هو مرحلة انتقالية بدون الأسد". وبينما أشار إلى محاولة أمريكا البناء على برنامج التدريب والتجهيز مع الأكراد في سوريا"، أوضح أوباما أن سياسة روسيا ستؤدي إلى تجنيد مزيد من المقاتلين الأجانب. كذلك أضاف إن الضربات الروسية ضد المعارضة لن تخدم الحل الذي نسعى إليه، مؤكداً مواصلة برنامج تدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة. وتقاطعت تصريحات الرئيس الامريكي مع تصريحات الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، حيث أعلنا في مؤتمر صحافي مشترك في باريس أنهما أبلغا بوتين أن الضربات الجوية لروسيا في سوريا يجب أن تستهدف فقط تنظيم "داعش". من جانبها، نفت ميركل أي تباين في وجهات النظر مع هولاند في شأن الموقف من الأسد الذي يشدد الجانبان على وجوب تنحيه. روسيا تقصف المعارضة وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في مقابلة مع صحيفة صن إن الغالبية العظمى من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم المتشدد على الإطلاق. وأضاف "تشير أدلتنا إلى أنهم يسقطون ذخيرة غير موجهة في مناطق مدنية ويقتلون مدنيين... إنهم يسقطونها على قوات الجيش السوري الحر التي تقاتل الأسد". وذكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يجد مبررا قويا لشن ضربات جوية بريطانية ضد داعش في سوريا لكنه يرغب في التأكد من أن لديه الدعم الكافي في البرلمان. وخسر كاميرون تصويتا برلمانيا على استخدام القوة في سوريا عام 2013. واقتصر القصف البريطاني حتى الآن على أهداف داعش في العراق. وقال فالون إن تصرفات بوتين عقدت الموقف في سوريا لكن الحكومة البريطانية حققت تقدما في إقناع نواب من حزب العمال المعارض بدعم الضربات في سوريا. وأضاف إن عدم شن ضربات سيكون أمرا خاطئا من الناحية الأخلاقية. وتابع "لا يمكننا أن ندع للطائرات الفرنسية والأسترالية والأمريكية مهمة إبقاء شوارع بريطانيا آمنة". ومثل قرار بوتين شن ضربات في سوريا تصعيدا كبيرا في التدخل الأجنبي في حرب أهلية اندلعت قبل أكثر من أربع سنوات في سوريا. من جانبه صرح رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف ان الهدف من العمليات العسكرية التي تشنها روسيا في سوريا هو حماية شعبنا من الارهاب. وقال ميدفيديف لشبكة التلفزيون الروسي السبت، في إشارة إلى العملية الجوية العسكرية الروسية في سوريا: "نحمي شعب روسيا من التهديدات الإرهابية"، مشددا على ضرورة درء التهديدات الإرهابية في الخارج حتى لا تطال روسيا. موقع في معرة النعمان جنوب إدلب تعرض لقصف الطيران الروسي أمس لقطة بثها سلاح الجو الروسي قبل أن يقصف منطقة جبلية تحتوي مخبأ للأسلحة تحت الأرض