اعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت ان غارات روسية دمرت مركزا للقيادة وتحصينات تحت الارض تابعة لتنظيم (داعش) بالقرب من معقله في الرقة (شمال سورية). وتابعت الوزارة "في الاربع والعشرين ساعة الماضية قامت مقاتلات اس يو-34 واس يو-24 ام ضمن التشكيل الروسي الجوي في سورية باكثر من عشرين طلعة فوق تسع منشآت للبنى التحتية تابعة لتنظيم (داعش)". واضافت الوزارة التي نشرت تسجيلات فيديو للغارة ان مقاتلات اس يو-34 القت قنبلة خارقة للتحصينات من طراز بيتاب-500 على مركز للقيادة في الرقة وتحصينات تحت الارض كانت تخزن فيها متفجرات. وجاء في بيان الوزارة ان "انفجارا قويا داخل التحصينات معناه ايضا ان الارهابيين كانوا يستخدمونه لتخزين كمية كبيرة من الذخائر". إردوغان يدعو بوتين ل«إعادة النظر».. وبريطانيا: 5% نصيب (داعش) من الغارات ويسيطر التنظيم المتطرف بشكل كامل على محافظة الرقة التي اعلنت كبرى المدن فيها والتي تحمل الاسم نفسه "عاصمة له". وتابعت وزارة الدفاع الروسية ان مقاتلات اس يو-24 دمرت ايضا مستودعاً للذخائر مشيرة الى "سحابة ضخمة من الدخان" وفجوة سببتها الغارة. واشارت الى ان المقاتلات الروسية استهدفت ايضا مركزا للتدريب لتنظيم (داعش) بالقرب من معرة النعمان في محافظة ادلب مما ادى الى تدمير معدات وذخائر. الا ان المرصد السوري لحقوق الانسان يؤكد ان لا تواجد لتنظيم (داعش)في محافظة ادلب. واضاف بيان وزارة الدفاع الروسية ان الطائرات الروسية بدون طيار تواصل مراقبة المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف مشيرا الى "تدمير كل الاهداف بشكل سريع". وبدأت روسيا الاربعاء شن غارات في سورية في اول تدخل عسكري كبير لها منذ احتلال الاتحاد السوفياتي سابقا لافغانستان في العام 1979. الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان أمس السبت إن 39 مدنيا على الأقل بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء قتلوا في ضربات جوية روسية في سورية خلال الأربعة أيام المنصرمة. وأضاف أن 14 مقاتلا قتلوا بينهم 12 من تنظيم (داعش) في مدينة الرقة الشرقية واثنان من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سورية. وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد أن العدد يتضمن فقط من جرى التأكد من مقتلهم. اوباما يحذر من "كارثة مؤكدة" من جانبه حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة من ان الحملة العسكرية الهجومية الروسية في سورية لدعم بشار الاسد تؤدي الى "كارثة مؤكدة" لكنه اكد ان واشنطنوموسكو لن تخوضا "حربا بالوكالة" بسبب هذا الخلاف. وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين "لا يفرق بين (داعش) في العراق والشام والمعارضة (السورية) السنية المعتدلة التي تريد رحيل الاسد". واضاف "من وجهة نظرهم كل هؤلاء ارهابيون. وهذا يؤدي الى كارثة مؤكدة". واتهم الرئيس الاميركي موسكو "بدعم نظام مرفوض من قبل الغالبية الكبرى للشعب السوري". واكد ان واشنطن "ستواصل دعم" المعارضين المعتدلين لان هذه المجموعات "تستطيع المساعدة في جمع القطع والربط بينها لاقامة دولة متماسكة ومتجانسة" بعد حكم الاسد، مشددا على ان الغارات الجوية الروسية "على المعارضة المعتدلة لن تكون مجدية". وقال اوباما انه يرغب في العمل مع بوتين خصوصا اذا ساعدت موسكو في "تسوية سياسية" بدلا من مضاعفة دعمها العسكري للاسد. وصرح الرئيس الاميركي "قلت لبوتين انني مستعد للعمل معه اذا كان يرغب في البحث مع شريكيه الاسد وايران، في انتقال سياسي". واضاف "يمكننا ان نجلب بقية العالم الى حل تفاوضي، لكن حلا عسكريا فقط يتمثل بمحاولة روسيا وايران دعم الاسد ومحاولة تهدئة السكان ستغرقهما في مستنقع". وتابع الرئيس الاميركي "سنواصل الاتصال (مع موسكو) لكن لن يكون بامكاننا تنظيم هذه المفاوضات ما لم يكن هناك اعتراف بانه يجب تغيير الحكومة" السورية. واضاف "المشكلة هنا هي الاسد والعنف الذي يمارسه على الشعب السوري وهذا يجب ان يتوقف". وتابع اوباما "وحتى يتوقف ذلك نحن على استعداد للعمل مع الاطراف المعنية كافة لكن لسنا على استعداد للتعاون مع حملة روسية تحاول ببساطة القضاء على كل من لا يعجبه او ضاق ذرعا بالسيد الاسد". واخيرا، اكد اوباما ان "التوتر سيستمر والاختلاف في وجهات النظر سيستمر (..) لكن لن نجعل من سورية ساحة حرب بالوكالة بين الولاياتالمتحدةوروسيا". 5% من الغارات تستهدف (داعش) من ناحية اخرى صرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون السبت ان واحدة فقط من كل عشرين ضربة لسلاح الجو الروسي في سورية تستهدف مقاتلي (داعش). وقال فالون لصحيفة ذي صن البريطانية ان الاستخبارات البريطانية لاحظت ان خمسة بالمئة من الضربات الروسية استهدفت مقاتلي التنظيم المتطرف وان معظم الغارات "قتلت مدنيين" واستهدفت المعارضة المعتدلة لنظام الرئيس بشار الاسد. واضاف ان التدخل الروسي ادى الى مزيد من "تعقيد" الوضع. وتابع "نقوم بتحليل المواقع التي تجري فيها الضربات كل صباح (...) معظمها ليس اطلاقا ضد تنظيم (داعش)". وقال الوزير البريطاني ان "العناصر المتوفرة لدينا تؤكد انهم يطلقون الذخائر غير الموجهة على قطاعات يرتادها مدنيون مما يؤدي الى مقتل مدنيين وانهم يطلقون ذخائر على قوات الجيش السوري الحر الذي يقاتل الاسد". واضاف ان روسيا "تدعم الاسد وتطيل المعاناة". من جهة اخرى قال فالون ان الحكومة ستطلب تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم (داعش)، معتبرا انه "من الخطأ اخلاقيا" عدم ضرب التنظيم في سورية. وتشارك بريطانيا حاليا في قصف تنظيم (داعش) في العراق فقط. وقال فالون ان ضرب التنظيم يسمح بالوقاية من تهديد هجمات على الارض البريطانية "ولا يمكننا ان نترك ذلك للطيران الفرنسي او الاسترالي او الاميركي". اردوغان يدعو بوتين ل"اعادة النظر" دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان السبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين الى اعادة النظر في الضربات التي يشنها الطيران الروسي في سورية متهما العسكريين الروس باغفال سقوط عشرات المدنيين قتلى. وفي حديث لقناة الجزيرة القطرية الناطقة بالعربية بثت وكالة انباء الاناضول التركية نصه، عبر اردوغان عن غضبه قائلا: ان موسكو اكدت لانقرة ان ضرباتها ستستهدف تنظيم (داعش) لكنها وجهت في الواقع ضد المعارضين السوريين المعتدلين. وقال الرئيس التركي "ساتحدث بالتأكيد مع بوتين (...) ساعبر له عن حزني في هذا الموضوع". وتابع "باعتبارنا دولتين صديقتين سنطلب منه اعادة النظر في الخطوات التي اتخذها والاجراءات التي قام بها" منذ بدأ شن الضربات الاربعاء. وابدى اردوغان خشيته من ان تدفع بلاده التي تتقاسم حدودا مشتركة على طول 911 كلم مع سورية وتستقبل حوالى مليوني لاجئ سوري، ثمن تحركات موسكو. وقال "نحن من يعاني في مواجهة مشاكل المنطقة. ان روسيا ليس لها حدود مع سورية. اننا نستقبل مليوني شخص، فهم لم يذهبوا الى روسيا". وتساءل الرئيس التركي "اريد ان افهم لماذا روسيا مهتمة الى هذه الدرجة بسورية". واضاف اردوغان ان تركيا لديها معلومات تشير الى مقتل 65 شخصا في الضربات الروسية في سورية. واستطرد "انهم يغضون الطرف عن سقوط مدنيين قتلى". واكد ان موسكو ابلغت انقرة عبر رسالة الى سفارتها في روسيا ان عملية روسية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سورية. لكنه اتهم على غرار حلفائه الغربيين موسكو بعدم استهداف التنظيم المتطرف وتركيز هجماتها على القوى المعارضة السورية المعتدلة.