دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الى إعادة النظر في الضربات التي يشنّها الطيران الروسي في سورية، متهماً العسكريين الروس بإغفال سقوط عشرات المدنيين قتلى، في وقت أعلنت لندن أن 5 في المئة فقط من الغارات الروسية استهدفت «داعش». وفي حديث الى قناة «الجزيرة» القطرية الناطقة بالعربية، بثّت وكالة أنباء «الأناضول» التركية نصه، عبّر أردوغان عن غضبه قائلاً أن موسكو أكدت لأنقرة أن ضرباتها ستستهدف تنظيم «داعش»، لكنها وجهت في الواقع ضد المعارضين السوريين المعتدلين. وقال الرئيس التركي: «سأتحدث بالتأكيد مع بوتين (...) سأعبّر له عن حزني في هذا الموضوع». وتابع: «باعتبارنا دولتين صديقتين، سنطلب منه إعادة النظر في الخطوات التي اتخذها والإجراءات التي قام بها» منذ بدأ بشنّ الضربات الأربعاء. وأبدى أردوغان خشيته من أن تدفع بلاده التي تتقاسم حدوداً مشتركة على طول 911 كيلومتراً مع سورية وتستقبل حوالى مليوني لاجئ سوري، ثمن تحركات موسكو. وقال: «نحن من يعاني في مواجهة مشكلات المنطقة. ليست لروسيا حدود مع سورية. إننا نستقبل مليوني شخص، فهم لم يذهبوا الى روسيا». وتساءل الرئيس التركي: «أريد أن أفهم لماذا روسيا مهتمة الى هذه الدرجة بسورية». وأضاف أن تركيا لديها معلومات تشير الى مقتل 65 شخصاً في الضربات الروسية في سورية. واستطرد: «إنهم يغضون الطرف عن سقوط مدنيين قتلى». وأكد أن موسكو أبلغت أنقرة عبر رسالة الى سفارتها في روسيا، أن عملية روسية ضد تنظيم «داعش» ستحصل في سورية. لكنه اتهم، على غرار حلفائه الغربيين، موسكو بعدم استهداف التنظيم المتطرف وتركيز هجماتها على القوى المعارضة السورية المعتدلة. وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، اتهم روسيا الجمعة بضرب مواقع ل «الجيش السوري الحر» بغية مساعدة نظام الرئيس بشار الأسد على البقاء في الحكم. وتختلف روسياوتركيا في شأن سوريا منذ بدء النزاع في 2011، إذ تطالب أنقرة برحيل الأسد الذي يحظى بدعم موسكو. في لندن، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سورية تستهدف تنظيم «داعش»، محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقتل المدنيين دعماً لبشار الأسد. وشنّت روسيا ضربات في سورية الجمعة، لليوم الثالث على التوالي، واستهدفت مناطق خاضعة لسيطرة جماعات لمقاتلي المعارضة وليس لمقاتلين تابعين ل «داعش»، قالت أنها تستهدفهم ما أدى إلى رد غاضب من الغرب. وقال فالون في مقابلة مع صحيفة «صن»، أن الغالبية العظمى من الضربات الجوية الروسية لا تستهدف التنظيم المتشدد على الإطلاق. وأضاف: «تشير أدلتنا إلى أنهم يسقطون ذخيرة غير موجهة في مناطق مدنية ويقتلون مدنيين... إنهم يسقطونها على قوات الجيش السوري الحر التي تقاتل الأسد». وذكر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أنه يجد مبرراً قوياً لشن ضربات جوية بريطانية ضد «داعش» في سورية، لكنه يرغب في التأكد من أن لديه الدعم الكافي في البرلمان. وخسر كاميرون تصويتاً برلمانياً على استخدام القوة في سورية عام 2013. واقتصر القصف البريطاني حتى الآن على أهداف «داعش» في العراق. وقال فالون أن تصرفات بوتين عقّدت الموقف في سورية، لكن الحكومة البريطانية حققت تقدماً في إقناع نواب من حزب العمال المعارض بدعم الضربات في سورية. وأضاف أن عدم شنّ ضربات سيكون أمراً خاطئاً من الناحية الأخلاقية. وتابع: «لا يمكننا أن ندع للطائرات الفرنسية والأسترالية والأميركية مهمة إبقاء شوارع بريطانيا آمنة».