تم الاتفاق، مساء أول أمس الأربعاء، خلال اجتماع أحزاب الائتلاف الحكومي مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد، على أن تتولى شخصية وطنية مهمة الإعداد والإشراف على المؤتمر الوطني ضد الإرهاب المقرر عقده خلال شهر سبتمبر المقبل. وتوصل الرباعي الحاكم إلى اتفاق بخصوص صيغة الجهة المشرفة على المؤتمر، وتم اقتراح اسم وزير الدفاع الأسبق عبد الكريم الزبيدي كي يتولى الإعداد له والإشراف عليه. كما تم الاتفاق على أن تتكون لجنة تتفرع منها لجان تهتم بمختلف المسائل وتعد ورقات عمل وتقارير تتوج بتنظيم المؤتمر، مع ضرورة توسيع المشاورات لتشمل مختلف الأطياف السياسية ومكونات المجتمع المدني والشعب التونسي دون إقصاء، وعدم الاقتصار على الرباعي الحاكم. من جهته أكد الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس بوجمعة الرميلي أنه تم الاتفاق على اسم عبد الكريم الزبيدي بالإجماع، وأن هناك اتصالات مبدئية معه لتولي مسؤولية الإعداد للمؤتمر في انتظار موافقته النهائية على ذلك. يُذكر أن مقترح إشراف شخصية وطنية على المؤتمر الوطني ضد الإرهاب كان قد طُرح من رئيس الحكومة وحزب آفاق تونس أساساً، في حين اقترحت الأحزاب الأخرى المشاركة في الحكومة صيغاً أخرى على غرار أن تكون الحكومة هي التي تشرف على المؤتمر وتعد له، أو أن تقوم هي بذلك تحت إشراف الحكومة. وفي السياق ذاته ودعماً لتونس في حربها ضد الإرهاب، أعلنت باريس أنها ستعزز تعاونها الأمني مع تونس في مكافحة الإرهاب عبر تدريب وحدات تدخل من الشرطة التونسية. وكان وزير الداخلية الفرنسي «برنار كازنوف» صرح إثر لقائه في باريس نظيره التونسي ناجم الغرسلي أن بلاده «ستعزز» تعاونها مع تونس على صعيد مكافحة الإرهاب. وقال إن تونس «باتت هدفاً للإرهابيين لأنها نجحت في انتقالها الديمقراطي»، مؤكداً أن «التعاون يتقدم ويجب أن يتسارع ويتكثف». وقد وقع الوزيران «مذكرة نيات». وأوضح «كازنوف» أنه اعتباراً من سبتمبر المقبل، ستضع فرنسا تحت تصرف تونس وحدة لرصد المتفجرات وستقوم عناصر نخبة في الشرطة والدرك الفرنسيين بتدريب وحدات تدخل تونسية. وقال إن «تعزيز التعاون مع تونس واجب سياسي وأمني لأن تونس قريبة من حدودنا». من جهته، أعلن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي أن تونس «أصبحت ديمقراطية وهي مهددة بالإرهاب.» وتابع «نحن عازمون على الدفاع عن القيم نفسها والعمل مع حلفائنا الأوروبيين والأمريكيين باعتبار أنه لدينا الأعداء أنفسهم والأهداف نفسها وثمة إرادة لبناء مرحلة جديدة من التعاون مع فرنسا.» ومن جهة أخرى، وعلى هامش زيارة وزيرة الدفاع الألمانية «أورزولا فون دير لاين» لتونس أعلن هنا أن القوات المسلحة التونسية ستحصل على منحة عسكرية بقيمة 1.2 مليون يورو متمثلة في حوض عائم لصيانة القوارب وزورق للدوريات وخمس شاحنات صغيرة من طراز «يونيموج»، بالإضافة إلى 3 آلاف خوذة و700 منظار مزدوج. وأكدت الوزيرة -في كلمتها أمام مجلس النواب التونسي أول أمس الأربعاء حرص بلادها على دعم تونس في حربها على الإرهاب باعتبارها شريكاً مهماً لألمانيا، قائلة إن تونس وألمانيا يمكنهما إقامة مشروعات مشتركة خلال المرحلة المقبلة.