أعلنت تونس أمس، تقدم التحقيق القضائي في الهجوم الدامي على متحف «باردو» الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وأسفر عن مقتل 20 سائحاً وعنصر أمن تونسي. وقال الناطق الرسمي باسم النيابة العامة في محكمة تونس الابتدائية المختصة في قضايا الإرهاب سفيان السليطي: «الملف تعهده قاضي التحقيق، هناك تطورات لكننا نفضل عدم إعطاء تفاصيل لسرية التحقيق ونجاعته». واعتقلت السلطات التونسية أمس، أكثر من 20 شخصاً اتهمتهم بالمشاركة في الهجوم الذي نفذه إرهابيان على متحف باردو في وسط العاصمة، والذي أودى بحياة 20 سائحاً وعنصر أمن تونسي على الأقل، فيما تواصلت التظاهرات المندّدة في المحافظات. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي أمس، إن الوحدات الأمنية اعتقلت 20 عنصراً تكفيرياً في مناطق مختلفة من البلاد، عدد منهم ضالع بشكل مباشر في الهجوم الذي استهدف متحف باردو. كما اعتقلت قوى الأمن شباناً احتفلوا بالعملية في محافظة بنزرت شمال البلاد. واعتقلت السلطات منذ يومين، 13 «سلفياً تكفيرياً» في محافظة نابل شمال شرقي البلاد، وفق بيان لوزارة الداخلية، أشار أيضاً إلى أن بعض المعتقلين عائد من جبهات القتال في سورية أو من معسكرات تدريب ليبية. في غضون ذلك، تواصلت التظاهرات والمسيرات المندِّدة بالإرهاب في محافظاتتونسية عدة. وحضر مئات التونسيين قداساً في كاتدرائية تونس أمس، وأضاؤوا الشموع تكريماً لضحايا الهجوم، وشارك وزراء في المراسم وسط إجراءات أمنية مشدّدة في الشارع الرئيسي في العاصمة الذي يضمّ أكبر كاتدرائية في البلاد. في سياق متّصل، أكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، أن «علاقات التعاون التونسية - الفرنسية ستتعزز في المجال الأمني بعد الهجوم الإرهابي على متحف باردو». وقال الوزير الفرنسي إن «الوحشية لا تعترف بالحدود، فهي تضرب اليوم في تونس مثلما فعلت أخيراً في باريس. وفرنساوتونس ستكونان من الآن فصاعداً متّحدتين لدحر الإرهاب». وأضاف كازنوف، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التونسي ناجم الغرسلي أمس، أن «التعاون الأمني بين البلدين سيتوطّد بفضل الدعم الذي ستقدّمه فرنسالتونس»، موضحاً أن هذا الدعم سيتمثل في تجنيد الاستخبارات الفرنسية وخبرة بلاده لتسهيل التحقيقات، ومنح تونس الوسائل الكفيلة لمكافحة خلايا الجريمة المنظّمة والإتجار بالبشر والأسلحة والمخدرات، بخاصة على الحدود مع ليبيا. وقال إن «الإرهابيين من خلال وحشيتهم وعنفهم الشديدين، يهاجمون قيم الحرية والديموقراطية والتضامن والإبداع الفني». من جهته، قال الغرسلي أن منفذَّي الهجوم المسلّح كانا يحملان أحزمة ناسفة وقنابل يدوية، وأن هذا الكم وهذا النوع من الأسلحة كان من الممكن أن يؤديا إلى كارثة كبرى، مشدداً على أن بلاده ستنفذ حماية أمنية واسعة النطاق لتفكيك الخلايا التي ترتبط بمجموعات إرهابية مسلحة.