أعلن وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظرائه وزراء داخلية بريطانياوفرنسا وألمانيا الذين زاروا تونس أمس، اعتقال تونسيين يُشتبه في علاقتهم بالهجوم في سوسة يوم الجمعة الماضي، فيما أكدت ناطقة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مقتل 18 بريطانياً في الاعتداء، مشيرةً إلى أن حصيلة قتلى البريطانيين قد تصل إلى «حوالى 30». وأكد الغرسلي أن وحدات مكافحة الإرهاب تمكنت من اعتقال مجموعة أولى يُشتبه في تقديمها مساعدة لمنفذ هجوم سوسة سيف الدين الرزقي (23 سنة) الذي قتلته الشرطة «في انتظار القبض على كل العناصر التي قدمت الدعم المادي واللوجستي أو أي شكل من أشكال الدعم لمنفذ العملية». ولم يؤكد الغرسلي صلة هذه المجموعة بالرزقي، مشيراً إلى أن التحقيقات ستثبت ذلك من عدمه. وأضاف أن السلطات تحقق في إمكانية تلقي المهاجم تدريبات عسكرية في ليبيا. وبحث وزراء داخلية فرنساوبريطانيا وألمانيا مع نظيرهم التونسي سبل تعزيز التعاون في التصدي المشترك للإرهاب، فيما تواصلت عمليات اجلاء السياح وفي مقدمهم البريطانيون الذين أُرسلت طائرة «سي 17» تابعة لسلاح الجو الملكي إلى تونس أمس، للمساعدة على اجلاء المصابين منهم. من جهتها، أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي أن «الارهابيين لن ينتصروا»، مؤكدةً أن بلادها «تتطلع إلى العمل مع تونس لدعم مسارها السياسي وأمنها ومكافحة الإرهاب وأيديولوجيته المدمرة التي أسقطت ضحايا أبرياء. وعبرت ماي، إثر ز يارة مكان الهجوم برفقة الوزراء الآخرين، عن تضامنها مع تونس في هذه الأزمة. كذلك شدد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف على «ضرورة التصدي للبربرية والارهاب اللذين يهددان كل العالم»، لافتاً إلى أن هذه حرب دولية على الإرهاب وكل بلدان العالم معنية بالتصدي لها وأن «الحرية ستنتصر». وقال كازنوف إن زيارته إلى تونس إثر هجوم سوسة المسلح غايتها «دعم التعاون الأمني الفرنسي التونسي القائم في إطار تبادل المعلومات الاستخبارية والخبرات الميدانية إضافة إلى تشديد التعامل المشترك»، مشيراً إلى أن فرنسا ستتخذ قرارات بشأن سفر رعاياها الى تونس «في شكل منطقي». من جهة أخرى، قدم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير تعازيه لضحايا العملية الإرهابية وبخاصة البريطانيين، مؤكداً وقوف بلاده مع تونس حكومةً وشعباً في مكافحة الارهاب الذي يشكل معضلة مشتركة، مشدداً على ضرورة دعم القطاع السياحي التونسي والتعاون على تحقيق ذلك. إلى ذلك، أظهر شريط فيديو جديد تم تداوله أمس، على انترنت، قاتِل 38 سائحاً في سوسة (وسط شرق) وهو يمشي بهدوء على الشاطئ حيث كانت جثثهم ممدة، ويستمر الشريط الذي صوره مواطن تونسي 11 دقيقة و10 ثوان، ويُسمَع فيه اطلاق نار كثيف. وتضمن الفيديو لحظات اطلاق النار، إضافة إلى أصوات سواح وتونسيين أحدهم يخاطب المسلح الذي كان يبعد عنه بضع أمتار ويقول له: «لماذا تقتل الناس؟ لقد كان السياح جالسين بأمان، قتلتهم يوم جمعة، حرام عليك». وأظهر الفيديو قدوم عناصر الشرطة التونسية بعد أكثر من نصف ساعة على بدء الاعتداء، حيث قُتل المسلَح بمساعدة أحد عمال البناء قرب الشاطئ. وتواجه الحكومة التونسية انتقادات واسعة واتهامات بالتقصير الامني في عملية سوسة، بخاصة بعد اعتراف وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي بأنه «كان من الممكن القضاء على الإرهابي عقب سقوط الضحية الثالثة أو الرابعة في حال كان هناك ما يكفي من قوات الأمن المسلحين في الفندق»، معترفاً بحصول خلل أمني مشترك في التعاطي مع هذه العملية بين أمن الدولة وأمن الفندق.