طالب عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، بتحرك دولي وحقوقي سريع وعاجل لإنقاذ حياة العشرات من أسرى فلسطين الذين تتخطفهم الأمراض الفتاكة داخل سجون «إسرائيل» الدولة القائمة بالاحتلال. فيما أعربت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية عن بالغ قلقها من جراء الانتشار غير المسبوق لمرض السرطان بين صفوف الأسرى الفلسطينيين، والتزايد اللافت لأعداد الأسرى المرضى وارتفاع قائمة الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال لأكثر من (1500) أسير يعانون أمراضاً مختلفة. وقد حذر قراقع من سقوط الأسير الفلسطيني «يُسري المصري - 30 عاماً» شهيداً داخل السجون الصهيونية بسبب خطورة حالته الصحية، وانتشار أورام السرطان في أنحاء جسده كافة. وقال قراقع: «إن الأسير المصري المحكوم بالسجن 20 سنة، وهو من سكان قطاع غزة، أصبح في وضع صحي صعب للغاية بعد انتشار مرض السرطان الخبيث في جسمه، وعدم تلقيه العلاج اللازم منذ سنوات بعد ظهور أورام خبيثة لديه في الغدد الدرقية، انتشرت لتصل إلى الكبد». وفي تصريح تلقت الجزيرة نسخة عنه قال قراقع: أمام المماطلة الإسرائيلية وسياسة الإهمال الطبي لا بد من تحرك دولي وحقوقي سريع وعاجل لإنقاذ حياة الأسير يُسري المصري. محملاً قراقع إدارة السجون وأطباءها المسؤولية عن الوضع الذي آل إليه الأسير المصري. وأشار قراقع إلى أن طلباً عاجلاً للإفراج المبكر عن الأسير المصري قدمه محامو هيئة الأسرى إلى لجنة الإفراجات، وحتى الآن لم يحدد جلسة للنظر في ذلك رغم معرفة أطباء وإدارة السجون بخطورة الحالة الصحية للمصري. وكان محامي هيئة الأسرى قد زار الأسير يسري عطية المصري في سجن نفحة واصفاً حالته بأنها سيئة للغاية؛ إذ يعاني الهزال والتعب وعدم القدرة على الحركة، ويعاني آلاماً بالأمعاء والمسالك البولية والقولون وآلاماً بالقلب وعدم انتظام دقات القلب وآلاماً بالكبد، ووضعه يتدهور بشدة. وبدورها قالت جمعية الأسرى والمحررين الفلسطينية «حُسام»: إن الاحتلال يتعمد الاستمرار في احتجاز الأسير «المصري «بالرغم من علمه المسبق بخطورة حالته الصحية. ويبدو أن الاحتلال ينتظر كعادته مع الأسرى المرضى وصول حالة الأسير المصري إلى مرحلة متقدمة من المرض بحيث يصعب معها علاجه وإنقاذ حياته، عندها سيقوم بإطلاق سراحه من أجل التهرب من المسؤولية القانونية في حال وفاته، كما فعل مع عدد من الأسرى الفلسطينيين المرضى الذين قضوا شهداء فور إطلاق سراحهم. ويؤكد ياسر المصري شقيق الأسير يُسري المصري أن سلطات الاحتلال وإدارة السجون الصهيونية مارستا بحق شقيقه «يُسري» سياسة الإهمال الطبي، ولم تقدما له أي نوع من الأدوية المناسبة بوصفه مريضاً. مشيراً إلى أن الأدوية التي تقدم للأسرى الفلسطينيين لا تعالج المرض، بل لإجراء التجارب عليهم. إلى ذلك، تلقت الجزيرة تقريراً صادراً عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، يُفيد بوجود أكثر من (1500) أسير فلسطيني يُعانون أمراضاً مختلفة، من بينهم 180 يعانون أمراضاً مزمنة وخطيرة كالسرطان والشلل وأمراض القلب وغيرها، ويحتاجون لرعاية صحية دائمة. وعلمت (الجزيرة) أن من بين الأسرى المرضى 25 أسيراً يعانون مرض السرطان القاتل. ويقبع قرابة (6500) أسير فلسطيني، بينهم 230 طفلاً و27 امرأة، في أكثر من 22 سجناً ومركزاً إسرائيلياً للتوقيف في ظروف صعبة ومقلقة.