اطلعت على مقال محمد أبا الخيل والمنشور في صحيفة الجزيرة الغراء بالعدد (15553) وتاريخ 29 أبريل 2015م والذي حمل عنوان (تطوير التعليم.. أين بات؟) وأود التعليق عليه لا أظن أن التعليم في بلادنا سوف يتطور في المستقبل المنظور، والسبب أن أولى خطوات تطويره تبدأ من اعتماد مراكز القياس والاعتماد الأكاديمي كإطار تعليمي وكمسطرة أكاديمية تحدد موقعنا من الإعراب على خريطة التعليم العام والجامعي. وفي اعتقادي أنه لا يوجد حالياً من يحبذ برامج القياس أو الاعتماد الأكاديمي، فأولياء الأمور الذين ينادون بإصلاح التعليم والذين يدعون بالويل والثبور في المجالس عن انخفاض مستويات أبنائهم وبناتهم ويتحسرون على الأيام الخوالي لمدارسهم هم أول المحاربين لبرامج القياس والاعتماد الأكاديمي ويرغبون في اقتحام أبنائهم لأي مؤسسة تعليمية دون قياس بصرف النظر عن مستوياتهم وقدراتهم، والقائمون على التعليم يشاطرونهم نفس الرغبة لأن وسائل القياس الحقيقية والاعتماد الأكاديمي القائم على الاستقلالية والحيادية سوف «يفضح» تعليمنا أكثر مما نتصور وهم بذلك ليسوا كارهين في بقاء الأمور على ما هي عليه لستر عورتنا التعليمية بعد انهيار أخلاقياته وهو ما جعل المؤسسة التعليمية معملاً كبيراً لإنتاج الوثائق لاستخدامها كمسوغات توظيف أو شهادات ترف اجتماعي. وطالما لم تتوفر رغبة حقيقية لدى كلا الطرفين (أو أحدهما) تتجاوز الشعارات العامة وأحاديث المجالس فسوف تبقى الأمور على ما هي عليه لسنوات طويلة. ولهذه الأسباب أستطيع أن أقول بأن اللحظة التاريخية لإحداث تطوير حقيقي ونوعي للتعليم في بلادنا لم تحن بعد لأن قوة الدافع تظل أقل بكثير من حجم المقاومة.