الإعلام بحر واسع والشروع لطرق أبوابه والحديث عن جوانبه يأخذنا للأعمق.. سأختزل الحديث وأحصره في الإعلام الرياضي (لدينا) حول سلوكياته ومخرجاته! «ومابين الأقواس حالة نادرة وشاذة في العالم أجمع»!! بدون أدنى شك فإن الصورة المرسومة في ذهن المتلقي عن هذا الإعلام سيئة للغاية وذلك نتيجة سيطرة وتفشي الفقر الفكري وتصادمه مع مبادئ القلم وشرف المهنة! الإعلام رسالة وتختلف درجات سموها من العدم حسب حجم الإثراء المعرفي والأهداف النبيلة والخصال الإيجابية المترتبة على خلفية الطرح. وواقع الإعلامي الرياضي في الآونة الأخيرة أصبح مسرحا للجرم المشهود ومرتعا للسفلة والجهلة، ولنا في منابره المُحتلة خير مثال! وتبعات هذا السطو غير المسلح بالمعرفة والأمانة هو تفريخ لعدد من المرتزقة الذين يحاولون بكل جهد لتزوير الحقائق وحجب الوقائع وإيقاد الفتن وإحياء الضغائن ونشر الحقد والكراهية. لا يختلف اثنان على أن جُل حصيلة البرامج والصحف يستهدف عاطفة الجمهور المغلوب على أمره دون مراعاة لنزاهة القلم وأمانة المهنة، وربحية الإعلام الرياضي المقروء منه والمرئي هي المحرك الرئيسي للدمى المتلبسة بصفة الإعلاميين والذين يروجون لمسلسلات درامية ساذجة ومكشوفة لتأدية دور الإثارة السخيفة والمبتذلة والتي شوهت الأخلاق وغرست بذور التعصب والاحتقان والكراهية بين الأبناء والإخوان والأصدقاء مما وتر العلاقات وأفسد ودها! كنز هذه البلاد هم شبابها والذين يشكلون الجزء الأكبر من التعداد السكاني فيها، والرياضة هي المتنفس الوحيد لهؤلاء الشباب ولكن هناك من تبوأ المنابر والأعمدة لإحياء الصراعات وتغذيتها بسموم أفكارهم الخبيثة وهذا بكل تأكيد سيكون أثره خطرا جداً ما لم يتحرك وزير الثقافة والإعلام لتحسين الصورة وانعكاسها ايجابياً وانتشال الإعلام من الوحل الملوث وتطهيره من الأقلام السامة وإبعاد المتسولين وطردهم من منابرها ليكون الهواء صحيا ونقيا، فالرياضة تجمع ولا تفرق ولكن أولئك مزقوا وحدتها وقتلوا روحها. الكلام أعلاه.. لن ألبسه صفة العمومية فهذا فيه ظلم وإجحاف فهناك إعلاميون أعتبرهم مربين أفاضل بما يطرحونه من مواد مفيدة وهادفة وبصوت ولغة هادئة يراعى فيها آداب وواجبات القلم وصلاح اللسان من الاعوجاج والألفاظ الهابطة، ولكن للأسف هؤلاء النخبة غير موجودين في المشهد الذي ينبغي أن يتواجدوا فيه وغيابهم بفعل فاعل.!