محبو الرياضة الجماهير، اللاعبون، الحكام، الإعلام الرياضي، رؤساء الأندية، والمحللون، والمعلقون حتى، وغيرهم إن كنت قد غيبت أحداً فالجميع يمثل زمرة جمعها حب الرياضة والرياضيين وكونوا معاً الوسط الرياضي بكافة شرائحه، تختلف التوجهات والميول والانتماءات سواء لرياضة ما دون أخرى، أو لنادٍ دون سواه، وفي الآخر ولو فرقهم ذلك يفترض أن يلتقوا عند مبدأ (التنافس الشريف، والروح الرياضية) لخلق بيئة خصبة تثمر إبداعاً وتألقاً وإنتاجية تشغل صاحبها عن سفاسف الأمور، وتجعله يرتقي عن مزالق الكبر والغرور والثقة المفرطة، أو إيذاء الخصوم والتهجم حسياً كان أو معنوياً، فما بداية ظهور (المخاشنات) والأذى الجسدي في الملاعب إلا دليل لضعف الحيلة، فأي رياضة عدا حلبة المصارعة الحرة لا يثبت فيها التميز بالذراع والركل والرفس بل برهان ضعف ووهن وانهزام نفسي قبل الفعلي، فإن كان بمن فعل شراسة وصرامة ليظهرها في قوة الأداء والقدرة على حصد نتيجة موفقة ليحمد ويشكر ويصفق له أيضاً. وحين نتطرق للجوء للأذى المعنوي أو اللفظي سنخص أهل الإعلام ممن يعتقد أنهم على درجة من الثقافة والوعي والنضج وهو ما خولهم أن يشهروا أقلامهم للكتابة ونقل الحدث والحكم والتقدير بطابع حيادية مطلوبة وأساسية، والأهم من أي شيء مراعاة الذوق العام في لغة الخطاب دون قدح أو ألفاظ بذيئة ومبتذلة أو فظة متناسين أدنى حدود الأدب، وإسقاطات وانتقادات شخصية وتجريح، فمهما كان الهدف بحثاً عن الإثارة أو اعتقاداً أنه الأسلوب الأنجع للحديث بلهجة سلسة تصل لرجل الشارع البسيط فذلك ليس بعذر لإعلامي مثقف نزيه المقاصد ليستعير مصطلحات وكلمات السكك والحواري مادام متعلماً ينتمي للإعلام ويمثله، فليس الغرض حينها فلاشات وإثارة ولفت انتباه بل خزي وعيب قد يطال الإعلام الرياضي بشكل عام ويشوه الصورة عند من يتابع في الداخل أو الخارج من قراء يبحثون في طيات السطور عن منطق ووعي وحوار راقٍ وجدية ممزوجة بحيوية رياضية في الطرح ليستقوا المعلومة أو الخبر أو التغطية أو التحليل وفق ذوقيات الأدب العام على أقل تقدير. لنتفق على أن ننتقد في لاعبينا رفض الحديث والتجاوب الإعلامي بعد الهزيمة وكأنه لا يدرك قبل اللعب أنه بين خيارين إما أن يفوز أو يخسر فلا داعي لفرط الغضب والحزن بلا روح رياضية، ولنحذر الجماهير من مظهر غير حضاري لنزولهم لأرض الملعب، ولنذكر المشجعين أن الأندية حين تلعب خارجياً فهي تمثل البلاد وكلنا لا بد أن نكون معها، وقبل التشفي والتعاير بالمحلية فلنخجل من "محلية العقول" التي ارتبطت بالمنافسات الداخلية ولم تفصل وتركز بمعنى مشاركات وطنية خارجية، وكذلك لنؤكد على الإعلاميين والمحاورين ومن اعتلوا منابر إعلامية أدباً ليقتدوا بكم، هذا ما يجدر بنا طرحه ونقاشه وبسط الحوار حوله كي لا تجر تلك الأساليب غير الرياضية والتي لا مرونة فيها رياضتنا السعودية للهاوية وربما القاع ونحن ننظر بتبلد، وحينها سيهدر دم ما حل بها ولن ندري حينها من المسؤول؟!