فتشتُ عن وصف مُقنع لحالة التراشق الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكني لم أجد شيئاً حالة العرض المُستمر لمسرحية التطاول والتباغض والكراهية آخذة في الاستمرار وسط تصفيق حار من المسؤول. لقد أساءت عبثية هؤلاء للإعلام المحلي وجعلت منه أضحوكة للمتابع الخليجي والعربي ولذلك فهم يهيمون في أودية متعددة بعيداً عن وادي الرياضة بمفهومها الشامل. يراقب الإعلام المحلي المشكلة وينظر إليها باستخفاف أحياناً وبحياء أحايين أخرى متجاوزاً خطورتها وأثرها السلبي على المتلقي فيما يظل صمت الأريب مثار سؤال. إن حالة العناد والتحدي ومحاولة فرد العضلات وإظهار المفهومية شروط أساسية لقبول العمل في مهنة مدفوعة الثمن تهتم بزرع الفرقة بين أبناء الوطن. لقد دعمت الأنظمة واللوائح المطعمة بالبيروقراطية (طويلة الأجل) رواد وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للمضي قدماً في عبثهم. يُعاتب أولئك فئات الشباب المتهورة التي تُذيع عبارات مرفوضة خُلقاً وديناً متناسين دور أفكارهم وعباراتهم المروجة لكل حقد وضغينة. غير مختلف عندي إعلامي يتلاعب بمشاعر الآخرين وآخر يجتهد في تسويغ أفعاله وتهوينها وتمريرها على عقول الناس. أي بركة وتوفيق يرجوه أولئك وهم يتسابقون إلى عرض صفحات من حياتهم الخاصة على مرأى ومسمع من المجتمع وأين هم من الهدي النبوي الذي يوصي بأخوة المسلم لأخيه المسلم. لا تكاد تغيب شمس مواقع التواصل الاجتماعي حتى تبدأ شمس فضيلتهم بالإشراق بدافع القوة والرجولة والإثارة وكسب أكبر عدد من المتابعين. لقد أصبحت صفحات بعض الشخصيات في مواقع التواصل مرتعاً خصباً للاستهزاء والسخرية والتقليل من فئات المجتمع الرياضي وغيره وهو نسق نتن نهى عنه الشارع وسيكون الجزاء من جنس العمل وإن طال الزمن. مع الأسف يجد أولئك دعماً غير محدود من جهات كثيرة فقد نُسجت خيوط اللعبة خلف الكواليس بغية إشغال الآخر لكن في الظلام هناك من استفاد من الموقف وطوره ليفرز لنا مجتمعاً مُتناحراً مُتباغضاً رافضاً لمبدأ الفوز والخسارة. يُنهي أولئك نهارهم بعبارات الصفاء والود والمحبة فيما تسري كلماتهم وأفعالهم في حلقات نقاش بين الشباب لتفعل الأعاجيب. إن ترك حبل هؤلاء على غارب الشباب الرياضي دون رادع أمر لن يأتي بخير وسيجعل المستقبل أكثر ضبابية. اتركوا الرياضة فليس من بين أهدافها سباقكم لبدل الكرامة وليس من شروطها تصفية الحساب، اتركوها فقد كشف سجالكم لنا عن أقنعة مزيفة لا تعرف من الرياضة سوى اسمها.