ساورني شكٌ - لا يحملُ اسماً - فيكِ ولا يحفِلُ إلا لوميضٍ يتدفَّقُ من جهةِ القلبِ كحنينٍ يشتطُ بلهفته، كمرسالِ النبضةِ حيث تزغردُ روحُ الروحِ وتفتحُ نافذةَ الحسنِ على ذاتي في عشٍ طَرِبٍ تتناغمُ فيه الأطيار، وتَذُرُّ على سندسها ما لا يخطرُ بالبال.. فصلٌ من قصتها تسكبه في أُذنِ حديقتها وتحضُّ النحلةَ كي ترقد في رمشِ العينِ ندى، كهفهفةٍ تدعو ريشةَ فنانٍ لفراشاتٍ في حالةِ سُكْرٍ كنَّ نزعن ثيابَ السهرةِ ثم رقصن.. رقصن ثم غفَوْنَ على حافةِ زهرة تتحرَّى الطلَّ ليوقظها وتراقب برعمها ظناً أنَّ الغصنَ يعدُّ فخاخاً للعصفورِ وتتهمُ العشبَ بميلادِ نضارته.. وترٌ يحملُ نغمته يتوجَّهُ صَوْب مزارِ الأشواقِ يتفرَّسُ في بهجته، هل تكفي أن تنثالَ على محرابِ النجمِ فتُطربه.. (يا ليل أبقالي شاهد على نار شوقي وجنوني: (هُووووووووووويْ هُووويْ هُويْ) * قمرٌ يسطعُ في حقلِ جمالٍ يشبهها، يقارنُ بين الصمتِ وبين الصبرِ ويكتمُ شهقته يواري مشروعَ الضحكةِ خلف الغيم ومنشرحاً يتحسَّسُ مبعثَ غبطته ألهذا الحد يماري أنشودةَ عطرٍ ويزخُّ على مرمَى النسمةِ باقي شذىً، وعلى قدري آفاقاً وحفنةِ ظنْ، لذا، في هذا العيد، يساورني شكٌ من أفراحٍ فيك. (*) مقطع من أغنية من التراث السوداني