وإلى ماذا ترمي! هل تشكل من الحلم إيقاعا ومن الورد عشقا ومن الصمت رحيقا ومن العطر ألقا ومن الهمسة بريقا ومن الأمل شموعاً ومن العتمة قنديلاً ومن الغربة أحساسا ومن التعب أبجدية سحر تغرد بنا وتحملنا معك حيث يترنم جنونك. يا ذلك المتعطش ما وراءك أشوق عارم يجتاح كل تفاصيلك أم حزن استقر في واقعك أم دموع تذرفها بإحساس على الورق أم أماني ترفض الإذعان أم بسلم يداوي جراحك أم نهارً يطوي ليلك الطويل. أفق أيها المجنون فكل من حولك لاهي وأنت غريب شارد لا يعانق سوى الورق ليبتسم له، عش معنا شاركنا روعة الإحساس خذنا إلى واحات يغرد فيها البحر وترقص الفراشات وتهمس الأنوار وتتألق النظرات إلى منارات تتدفق فيها شلالات الحنين لتنثال كل أشواق اللهفة لتغسل كل درن عن لحظاتنا التي يكتنفها الغياب وتسرج خيول الغربة فيها وئدت الحيرة فتمضي وتمضي، لكن يا سيدي أرسم لنا من التعب نوراً شاركنا إيقاع الحياة أمتعنا بنظراتك واسينا بهمساتك أغرقنا بهديل أنفاسك كن معنا ولا تكن وحيدا شارداً ساهما في الغياب. تعال ننسيك جنون الحرف وتغريد الكلمات ورقص الجمل وحديث الأمسيات وتداعيات الخجل كن معنا قريبا نتشارك الدفْ لتهمس كل المسارات وترقص فراشات النغم تعال حطم قيودك البالية وشاركنا الامتداد والسفر والمتعة والحنين والحديث استيقظ يا عاشق القلم من غيابك وعد لنا ليكون الربيع هو الوطن وتكون أنت ورد الثواني وبهجة كل إيقاع عازف شجن