قال الرئيس المنتخب أمس الأول الباجي قائد السبسي، في أول ظهور إعلامي له عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد، إنه سيكون رئيساً للتونسيين كافة الذين صوتوا له والذين لم يصوتوا له على حد سواء، ووعد الشعب التونسي بضمان حماية الحريات، وعلى رأسها حرية التعبير. وأكد السبسي أنه تلقى تهاني الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي بانشراح كبير معتبراً أن المرزوقي أثبت أنه فعلاً على وعي بالأسس الصحيحة للعمل الديمقراطي، وبالسلوك الحضاري الراقي. وأضاف الرئيس بأنه على قناعة بأنه بمقدور المرزوقي تقديم الإضافة في المرحلة القادمة التي سيدعو في بدايتها الأمين العام لحزب نداء تونس الطيب البكوش إلى تشكيل الحكومة الجديدة. وقال السبسي إن إطارات نداء تونس يجتمعون اليوم وغداً لاقتراح شخصيات لتشكيل الحكومة الجديدة التي أعلن رئيسها أنه يمكن أن يكون من النداء أو شخصية مستقلة، إلا أنه شدد على أن الحكومة لن تضم وزراء عملوا خلال فترة حكم ابن علي، رافضاً إعلان موعد انسحابه وفق ما ينص عليه الدستور التونسي من حركة نداء تونس التي يتزعمها منذ أكثر من عامين. وحول تخوف بعض الفئات من عودة سياسة التعذيب والتهجير والاعتقالات تعهد الباجي قائد السبسي بعدم عودة هذه السياسة نهائياً التي لا تحترم حقوق الإنسان، وتخلف انقسامات في المجتمع الواحد. وقال إن ما تعبّر عنه بعض الأطراف من مخاوف من تغول نداء تونس هو من نوع الأوهام، باعتباره كان أوضح مراراً خلال حملته الانتخابية أنه لا مجال لأن ينفرد النداء بالسلطة، ومعبراً عن عزمه تقاسمها مع أحزاب أخرى فاعلة في المشهد السياسي. وقال في أول حوار تلفازي له، بُث ليلة الاثنين: «الماضي صفحة وطويتها، ولن أسمح بالعودة إليه. وأنا ضد تصفية الحسابات بين الفرقاء السياسيين». وفي رده على ما سجلته بعض مدن الجنوب التونسي من احتجاجات شعبية على خلفية رفض الجنوبيين نتائج الانتخابات الرئاسية قال السبسي إنه يتفهم مواقفهم باعتبار أن كامل مناطق الجنوب ظلت مهمشة طيلة عقود، ولم تشهد تنفيذ مشاريع تنموية تحقق لها الانتعاشة المنتظرة، إلا أنه دعا أهالي الجنوب إلى الاطمئنان إلى المستقبل، ووعدهم بمنحهم حظهم كاملاً من المشاريع والبرامج التنموية. وقال رئيس الدولة المنتخب إنه لا داعي لمثل هذه الأحداث الأليمة التي تنغض فرحة التونسيين بنجاح المسار الانتخابي واستكمال المرحلة الانتقالية. وختم السبسي حديثه بتأكيد أنه يرجو التوفيق من الله تعالى في مهامه الجديدة بما يضمن خدمة فئات الشعب التونسي كافة بلا استثناء، ولا إقصاء. تجدر الإشارة إلى أن طارق الكحلاوي القيادي في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وممثل الرئيس المنصف المرزوقي أعلن أنه سيتمّ تسليم منصب رئاسة الجمهورية إلى الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي يوم الجمعة 26 ديسمبر. وأكد الكحلاوي ضرورة عمل الحكومة القادمة على تحقيق أهداف الثورة، متوجهاً بالتهنئة إلى الشعب التونسي بنجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية. يُذكر أن أحداث شغب وحرق وتخريب شهدتها مدن عدة بالجنوب التونسي حال إعلان النتائج، أسفرت عن إصابة عدد من رجال الأمن بكسور وجروح مختلفة؛ وذلك على خلفية رفض الأهالي هناك القبول بنتائج الانتخابات الرئاسية. وكان المحتجون قد اقتحموا مقار الأمن في ست مدن جنوبية، وأحرقوها بالكامل، واشتبكوا مع قوات الأمن. كما كانت مقار حزب نداء تونس هناك هدفاً لاعتداءات المحتجين على فوز السبسي بكرسي قرطاج. علماً بأن المترشح المنصف المرزوقي سجل فوزاً ساحقاً بمحافظات الجنوب، إلا أنه مُني بخسارة كبيرة في مناطق الشمال والعاصمة تونس. كما عاشت إحدى الضواحي الشمالية للعاصمة أحداثاً مماثلة؛ اضطر خلالها الأمنيون إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين مساء أمس الأول الاثنين.