غادر دنيانا الفانية شاب يتمتع بالنقاء ويتصف بالصلاح والخيريَّة إنَّه الشاب بدر بن محمد بن سليمان الشبيلي غفر الله له وقد اختطفته يد المنون في حادث مروري مؤلم وقع في بلدة جبة التابعة لمنطقة حائل وكان مع بعض رفاقه في جولة سياحيَّة هناك، لقد كان الشاب الفقيد الثاني من الأبناء للصديق العزيز والزميل النقي محمد بن سليمان الشبيلي وفوق ذلك تربطني بتلك الأسرة رباط النسب والمصاهرة وحق الجيرة لأكثر من ثلاثين عامًا ولذلك كانت معرفتي بهذا الشاب قريبة جدًا، تخرج من المرحلة الثانوية في ثانوية الشيخ ابن سعدي في عنيزة وانتقل إلى مقاعد الدراسة بالجامعة وما زال فيها حتَّى غادر الدنيا وودع الحياة قبل أن يكمل الدراسة بالجامعة، لقد التقيت والد الشاب الفقيد مساء يوم الحادث فرأيت صديقي الأستاذ محمد الشبيلي - حفظه الله- صابرًا متجلدًا يدرك أهمية الصبر في المواقف ويعلم تمام العلم أن التجلد له من القيمة العالية في مثل هذا المصاب فيما كان الجو الأسري رغم هول المصاب يتمثَّل بالصبر والأناة والهدوء وقلوب الجميع تدعو للفقيد الشاب بالرحمة والمغفرة، رحمك الله أيها الشاب النقي فقد عرفناك حريصًا على الواجبات الدينية، بارًا بوالديك، حريصًا كل الحرص على صلة الرحم والتواصل مع محبيك ومجتمعك متلبسًا بالخير والصلاح. غفر الله لك أيها الفقيد الشاب فقد كان فراقك صعبًا، ومصابك كبيرًا، ووداعك سيظلُّ مشهدًا عالقًا في أذهان مجتمعك وباقيًا في ذاكرة محبيك فقد رأيت مشهد المشيعين كبيرًا وقد أكتظت بهم جنبات المقبرة، إنها كلمات قد لا تستطيع أن تعبر عن الأسى ولوعة الفراق لشاب نقي تقي يرتدي لباس الخير والصلاح وقد تخرج من تلك الأسرة الكريمة المباركة، عزائي أقدمه لصديقي العزيز محمد الشبيلي ووالدة الفقيد وأشقائه وشقيقاته وأخواله وأعمامه، رحم الله الفقيد الشاب بدر الشبيلي وأسكنه فسيح جنَّاته وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان، اللَّهمَّ جازه بالإحسان إحسانًا وبالسيِّئات عفوًا وغفران، ولله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار، وله الأمر من قبل ومن بعد، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} البقرة 156 .