أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات التحالف الدولي نفذت ست ضربات على أماكن في القسم الشرقي من مدينة عين العرب «كوباني» على مدار الليلة قبل الماضية. ونقل المرصد عن «مصادر موثوقة» أن القصف تم بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال غرب المربع الحكومي الأمني بالمدينة. وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» نفذ الليلة قبل الماضية هجوما على نقاط يتمركز بها مقاتلو وحدات الحماية في الجهة الجنوبية للمدينة ، بينما استهدفت وحدات حماية الشعب الكردي عناصر التنظيم في المشفى الوطني بجنوب غرب المدينة. وشهدت المدينة منذ فجر امس هدوءا تخرقه أصوات تبادل إطلاق الرصاص بشكل متقطع بين الطرفين. وكشف المرصد عن أن حصيلة القتلى الذين سقطوا منذ بدء تنظيم «الدولة الإسلامية» هجومه على عين العرب (كوباني) في 16 من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي ارتفع إلى 662 قتيلا، بينهم 258 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وقوات الأمن الداخلي الكردية «الأسايش» و374 من عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» و20 مدنيا كرديا. وأعلنت الولاياتالمتحدة الاربعاء مقتل «مئات» المتطرفين في مدينة عين العرب لكنها حذرت من ان هذه المدينة مهددة بالسقوط في ايدي تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحرز ايضا تقدما في العراق. وأقر منسق التحالف الدولي الجنرال الاميركي المتقاعد جون آلن العائد من جولة في الشرق الاوسط لتعزيز هذا التحالف، بان الخيار العسكري والضربات الجوية لا تكفي لالحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف. من جانبه، تحدث البنتاغون عن مقتل «مئات» المقاتلين المتطرفين جراء القصف الجوي «في كوباني وحولها»، المدينة السورية على الحدود التركية التي يتنازع السيطرة عليها المقاتلون الاكراد وعناصر الدولة الاسلامية. واعلنت القيادة الاميركية الوسطى ان المقاتلات الاميركية شنت 18 ضربة جوية الثلاثاء والاربعاء. وكان التحالف كثف غاراته في الساعات ال48 الاخيرة على مواقع الدولة الاسلامية في كوباني ونجح في وقف تقدم المتطرفين الذين كانوا بلغوا الاثنين وسط المدينة. لكن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي حذر من ان «كوباني لا تزال مهددة بالسقوط». ويسيطر التنظيم المتطرف على خمسين في المئة من مدينة عين العرب ويسعى الى عزلها تماما. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان المقاتلين الاكراد في «وحدات حماية الشعب» الذين يدافعون عن المدينة استعادوا الاربعاء موقعين في الشمال قريبين من مقرهم العام الذي استولى عليه المقاتلون المتطرفون الجمعة. واعربت الاممالمتحدة عن خشيتها من «مجزرة» في كوباني حيث يحاصر مئات المدنيين في حال سقوط هذه المدينة في ايدي المتطرفين. وعلى غرار ما لمح اليه وزير الخارجية الاميركي جون كيري، قال آلن انه «حذر جدا لجهة توصيف» مدينة كوباني بانها «هدف استراتيجي». وبعد اكثر من شهرين على بدء الضربات في العراق وبعد ثلاثة اسابيع من القصف في سورية، حذر الجنرال آلن من ان تؤدي الضربات الجوية ضد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسورية الى معادلة «لا غالب ولا مغلوب». واكد انه «اذا كان الجانب العسكري مهما فانه غير كاف» للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. والاربعاء، نوقشت استراتيجية التحالف ضد الدولة الاسلامية خلال مؤتمر عبر الدائرة المغلقة ضم الرئيس الاميركي باراك اوباما وقادة اوروبيين يتقدمهم البريطاني ديفيد كاميرون والفرنسي فرنسوا هولاند والالمانية انغيلا ميركل. واذ اعرب عن «قلقه الشديد» حيال عين العرب، اكد اوباما الثلاثاء ان استراتيجيته «اثبتت نجاحها» واهدافها بعيدة الامد. من جهة اخرى، اعرب آلن عن قلقه حيال الوضع في العراق وقال «من الواضح ان الوضع الملح في العراق هو في هذه المرحلة همنا الرئيسي»، مشددا خصوصا على «ضمان استقرار الحكومة» العراقية. وتدارك «ولكن بالتاكيد فان الدولة الاسلامية تحرز تقدما كبيرا في العراق» وخصوصا في محافظة الانبار بغرب بغداد والتي يحاول المسلحون السيطرة عليها تماما. لكن الجيش العراقي تمكن بمساندة العشائر من صد هجوم للدولة الاسلامية فجرا على الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار. وباتت هذه المحافظة ذات الغالبية السنية هدفا رئيسيا لمسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية» الذين يسعون الى السيطرة على مزيد من المناطق. واوضح مسؤول في المحافظة ان مقاتلي التنظيم المتطرف يسيطرون على 85 في المئة منها. ونبه مسؤول محلي الى ان سقوط الانبار «سينقل المعركة الى ابواب بغداد وكربلاء» المدينة الواقعة جنوب العاصمة العراقية. وفي الساعات الاخيرة، شنت واشنطن خمس غارات في العراق احداها قرب سد حديثة واربع اخرى في وسط البلاد وفق البنتاغون. والاربعاء، اعلن المتحدث باسم قائد الجيوش الاميركية ان وزارة الدفاع اطلقت تسمية «العزم التام» على العملية التي يقودها في العراق وسورية ضد الدولة الاسلامية. وتأمل دول التحالف بمشاركة اكبر لتركيا وخصوصا عبر السماح للمقاتلات الاميركية باستخدام قواعدها. لكن انقرة لا تزال مترددة في مساعدة اكراد عين العرب في حين قصف الطيران التركي الاثنين مواقع في تركيا لمتمردي حزب العمال الكردستاني.