اليوم نحتفي بذكرى يوم النصر المبين الذي حقّقه – بتوفيق الله - الملك عبدالعزيز- بعد تخليصه البلاد من عوامل التخلّف والخوف والجوع والتفرّق والشتات والجهل وسفك الدماء, بعد مشوار طويل من خوض المعارك والملحمات البطولية المحفوفة بالمتاعب والمصاعب والمخاطر والمشاقّ امتدت إلى مايربوعن ثلاثة عقود من الزمن يصحبه رجاله المخلصين من الأجداد، عليهم جميعاً رحمة الله ورضوانه، يوم توحّدت فيه أجزاء الوطن, وطن الفداء والتضحيات، وطن المقدسات الطاهرة، مهبط الوحي ونزول القرآن, وطن تهفو إليه أفئدة المسلمين، وطن الأمن والاستقرار, وطن الشعب الأبي الوفي، وطن التكاتف والإخاء، أليس مع هذا كلّه يتجلّى أمامنا أن من واجبنا تجاه أبنائنا وأحفادنا ترسيخ وتجسيد انتمائهم لوطنهم وتأصيله في نفوسهم، وتخليد لما قام به المؤسس – طيب الله ثره – من مجهودات ومنجزات تأريخية في ذاكرتهم، والتي أبى التأريخ عصيّاً إلاّ أن يحفرها له بماء الذهب كونه رقماً ضخماً ليس بمقدور التأريخ تجاوزه، فكيف نحن أبناء الوطن الذين ننعم بخيراته ونتفيأ دوحة أمنه، بل ويحسدنا عليه الحاقدون، ولنتذكّر ماكان عليه الوطن وعايشه الأجداد من الجوع والخوف واللأواء، لنشكر الله على ما أفاء به علينا من نعمائه الوفيرة، وندعوه سبحانه لمؤسس هذا الكيان دولة العدل والإسلام والسلام المقامة على كتاب الله وسنّة نبيّه عليه الصلاة والسلام، أن يجزل له ولأبنائه الملوك الأبرار الأجر والثواب، أولئك الحكام العادلين المخلصين، علم الله فيهم خيراً فاختارهم لخدمة هذا البلد الأمين الذي أقسم الله به في محكم كتابه المبين, وأن يديم علي هذا البلد الآمن المعطاء نعمة الأمن والنماء والرخاء في ظل قاداته الحكماء النبلاء, أدام الله لهم العزّ والتمكين إلى يوم الدين نصرة للحقّ وعزاً للإسلام والمسلمين.