خلال جولة (الجزيرة) ميدانياً لاستطلاع التفاعل الشعبي الكبير مع فرحة اليوم الوطني المجيد, استوقفتها مظاهر وطنية لافتة في هجرة الجديدة تلك المدينة الناشئة التي ازدانت شرفات مبانيها بالرايات الخضراء الخفاقة, واكتحلت شوارعها باللافتات التي تزهو بحمل صور المؤسس الملك عبدالعزيز وقياداتنا الميامين, والعبارات التي تكرس معاني الولاء والإنتماء, والأعلام التي توشحت بها صدور الصغار في منظر تهفو له النفوس لتعبيره الصادق للمحبة الخالصة للأسرة المالكة الكريمة, وعرفاناً وافتخاراً بالشخصية الاستثنائية الموهوبة الملك المؤسس -رحمه الله- الذي كان له الفضل بعد الله بما يعيشه الوطن ومواطنيه من أمن ورخاء واستقرار وازدهار. حيث التقتينا في البداية مع شيخ مخضرم تختزن ذاكرته الكثير عما كانت تعيشه البلاد في أزمنة الجهل والتخلف وما بذله القائد العبقري الموحد من ملحمات وبطولات مقدامة آلت في النهاية إلى النصر والعزة والسؤدد حيث تحققت على يديه الكريمة جمع الكلمة ورأب صدع التنافر والانشقاقات القبلية التي كان قوامها القتل وشلالات الدماء, فبدأ حديثه وعينياه تذرف دموع الحب والوفاء للوطن وما ينعم به من الخيرات التي لا تحصى بعد أن عانى كثيراً من موجات الفتن وانعدام الأمن إنه رجل الأعمال المعروف حمدان بن ساير الدلبحي فقال عن هذه المناسبة: اليوم الوطني مفخرة لكل مواطن يعيش على ثرى هذا البلد الأمين الذي اختصه الله بالرسالة واختاره مهبطاً لوحيه ومهداً لرسالته, فكيف إذا كان هذا اليوم يجسد تفاصيل ملحمة تأريخية لا يطويها مرور الزمن, فيه أتم الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- توحيد أجزاء الوطن على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, ثم توالت الإنجازات الحضارية الكثيرة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر مشرق في وطن تتواصل فيه عجلة مسيرة البناء والتطور, وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعوبهم وتفانوا في رفعة وطنهم حتى أصبح له مكانة مرموقة بين الأمم. من جهته قال الأستاذ خالد بن حمدان الدلبحي: تحل علينا ذكرى يوم الوطن الذي ترسخت فيه دعائم الدولة بوشائج الإيمان والتوحيد, وتجذرت أواصر الوحدة الوطنية, وقطعت فيها مسيرة الخير والنماء أشواطاً بعيدة يعد الفضل فيها إلى المنعم عز وجل ثم للقائد المغوار الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي تمكن بتوفيق الله أن يحرر الجزيرة العربية من براثن الخرافات والشركيات والبدع والتخلف ومزالق التشتت والتشذرم وأشباح الجوع والفقر والجهل والأخذ بها إلى ساحات الأمن والأمان ووحدة الصف وجمع الكلمة تحت راية التوحيد, ولنتذكر أفضال الله ونعماءه على هذا الوطن الغالي وشعبه النبيل أن هذه المناسبة المجيدة تحل علينا هذه الأيام ونحن ولله الحمد في بحبوحة من العيش والأمان في وقت نرى تجاذبات نظام عالمي متقلب يفرز مزيداً من الأزمات والتداعيات السياسية والاقتصادية. حفظ الله لنا قائد مليكنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. استحضار مواقف البطولة والصمود أما المواطن مشعل بن غازي العتيبي من أهالي الجديدة فقد عبر عن هذه المناسبة بقوله: اليوم ونحن نحتفل بذكرى اليوم الوطني لمملكتنا العزيزة نتذكر مواقف البطولة والصمود التي خاض غمارها الملك المؤسس والفارس الشجاع رغم العتاد الحربي المتواضع إلا أن العزيمة وإخلاص النية لله هي القوة الضاربة المنصورة بإذن الله, حيث استطاع بتوفيق الله من توحيد أجزاء الوطن رغم مساحاته الشاسعة وأطرافه المترامية, وجمع كلمة القبائل المنتناحرة التي جعلت من القتل والنهب شعاراً لها فتوحدوا جميعاً تحت راية التوحيد, فانتشر الأمن وغابت شمس الخوف والاضطراب بلا رجعة إن شاء الله, وبدأت خطوات النمو والتطور تسير بخطى واثقة, ثم أكمل أبناؤه تلك الخطط المرسومة إلى أن تبوأ وطننا مكاناً مرموقاً بين الأمم من حيث النهضة والتقدم والنمو في هذا العهد الزاهر بقيادة حبيب الشعب خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية, وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً. فيما تحدث عن ذات المناسبة الغالية المواطن فيحان بن غازي السريان فقال: يطيب لي وأنا أعيش أيام هذه الذكرى العطره ليوم الوطن المجيد الذي يتبادر معه للأذهان مؤسس هذا الكيان أن أبتهل إلى رب العزة والجلال أن يجزي الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود خير الجزاء لما قدمه لوطنه الغالي ولشعبه الوفي والأمة الإسلامية جمعاء من خدمات جليلة تمثلت في بسط نعمة الأمن في ربوع وطنه مهبط الوحي وقبلة المسلمين, وتلكم هي النعمة العظمى التي شرفه الله بها وشرف شعب هذا الوطن بقادة أوفياء لايألون جهداً في خدمة مواطنيهم.. حفظ بلادنا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين إلى يوم الدين. غرس قيم الوحدة والانتماء الوطني وقال المواطن ضويحي السمران عن هذه المناسبة: اليوم الوطني هو يوم التوحيد والتأسيس الذي صاغه الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه-, فمنذ لحظة إعلان التأسيس وقيام الدولة في هذا اليوم من عام 1351 الذي جاء تتويجاً لمرحلة من الكفاح. من جهته تحدث المواطن خالد بن مشعان العتيبي قائلاً: ينبغي لكل مواطن أن يستحضر ذكرى تأسيس هذا الوطن الغالي, وملحمة التوحيد التي قادها الملك الموحًد عبدالعزيز -رحمه الله- وأن نستلهم من هذه المناسبة التاريخية دروساً في التضحية والفداء, ولا شك أن لهذه الذكرى قيمة وطنية أعظم من كونها تأريخاً يحفظ ويحتفى به.