لا يزال الخطر الإرهابي جاثمًا على الصدور في تونس خاصة والأحزاب السياسيَّة تضع لمساتها الأخيرة على برامجها التي ستتقدم بها للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، وذلك بالرغم من الحملات الأمنيَّة والعسكرية الواسعة التي ما تنفك الوحدات المشتركة تجريها في الجبال والمرتفعات وعلى الحدود مع الجارتين ليبيا والجزائر وفي إطار من التنسيق الكامل بين تونسوالجزائر، حيث يقع تبادل المعلومات والمعطيات الاستخباراتية بشكل آني بين المصالح الأمنيَّة للبلدين تطبيقًا للاتفاقيات المبرمة بينهما. فقد قالت مصادر إعلاميَّة جزائرية: إن عددًا من العناصر المسلحة تسللت من جبل الشعانبي من بينهم الإرهابي الخطير الجزائري لقمان أبو صخر نحو الأراضي الجزائرية بالتوازي مع تحرك بعض الخلايا النائمة بكلِّ من الجزائروتونس استعدادًا لتنفيذ عمليات إرهابية نوعية بمناسبة ذكرى أحداث 11 سبتمبر بأمريكا. وكانت مصالح الأمن الجزائري، وفق ذات المصدر، وفي إطار التنسيق المشترك أبلغت نظيرتها التونسية بالتقارير والمعلومات التي حصلت عليها بخصوص اعتزام الجماعات المسلحة بالبلدين تنفيذ اعتداءات إرهابية تستهدف منشآت حساسة ومواقع إستراتيجية بهما. وقالت مصالح الأمن الجزائرية: إن عددًا من العناصر الإرهابيَّة التي تَمَّ إيقافها أدلت بمعلومات ضافية عن المخططات الإرهابيَّة للجماعات المسلحة التي تعمل في إطار التنسيق الكامل بين مختلف قياداتها سواء منها المنتمية إلى كتيبة عقبة ابن نافع أو تنظيم أنصار الشريعة المحظور بليبيا وتونس أو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر والعناصر التي لا تزال متحصنة بمخابئ بجبل الشعانبي من محافظة القصرين (250 كلم شرق وسط العاصمة تونس) بالرغم من تضييق الحصار العسكري والأمني التونسي عليها. وكان القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي نفى التصريحات المنسوبة له حول احتمال ترشيح الحركة لرئيس الحكومة مهدي جمعة كمرشح توافقي للانتخابات الرئاسية، مستبعدًا كذلك التحالف مع أحزاب تعيد إنتاج المنظومة القديمة ك«نداء تونس» الذي عدّ أنه «أكبر عملية تحيل على الثورة التونسية ويبدو أنه بعد تجربة الحكم التي لم تستفد منها الترويكا كثيرًا بقدر ما أضرت بصورتها لدى الرأي العام الداخلي والخارجي، ارتأت النهضة خلع ثوب الانغلاق والانفرادية بالرأي لتلبس رداء العقلانية ومسايرة العصر عبر فتح أبوابها أمام التونسيين الذين يتساءلون عن البرنامج المستقبلي للحركة، في ظلِّ تراجعها عن قراراتها «أمام المصلحة العامَّة للبلاد»، من ذلك أن النهضة لم تعد تلاحق سراب «الرئيس التوافقي» والحال أن القيادات السياسيَّة خارجها لا ترغب في خوض ائتلاف معها قد يكون غير محسوب العواقب على ضوء ما يعانيه اليوم حليفاها في الترويكا حزبا المؤتمر بقيادة الرئيس المنصف المرزوقي وحزب التكتل بقيادة رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر.