اعترف الحكم الدولي المعتزل خليل جلال بوجود ما يسمى ب»الدفع الرباعي» في عمل لجنة حكام كرة القدم، وأكد في حوار أُجري معه مؤخراً وجود خلل واضح في سياستها يضر مستقبل التحكيم، وكرة القدم السعودية. وقبله تحدث الحكم الشاب فهد العتيبي ل»الجزيرة» في حوار كشف معاناة حكام المنطقة الوسطى، وقبلهما، وبعدهما يغرد المساعد الدولي المعتزل عبدالعزيز الكثيري في «تويتر» منتقداً عدم كفاءة مسؤولي اللجنة، وتفشي المجاملات في اختيار أعضائها. مصطلح «الدفع الرباعي» أطلقه الإعلامي المميز عادل التويجري عبر وسم «هاشتاق» في «تويتر» الموسم الماضي مشيراً إلى أن هذا الدفع صب لمصلحة فريق واحد دون البقية، وقد لاقى هذا الوسم رواجاً، وشهرة واسعة النطاق. بالعودة الحكم الدولي خليل جلال، فقد حقق خلال مشواره مجداً شخصياً له، ولوطنه بالتواجد في موندياليّ 2006 و 2010، وجاء ضمن قائمة أفضل 50 حكماً في العالم 2008، وأدار مباراتيّ الافتتاح في مونديال كأس الأندية 2006، والألعاب الأولمبية الصيفية بالصين 2008. استحضر أبرز محطات هذا الحكم للإشارة إلى كفاءته، وتجربته، وخبرته العريضة للاعتداد بآرائه في إدارة اللجنة فنياً وإدارياً. ملاحظات مهمة ركز كلام الحكام خليل جلال، وعبدالعزيز الكثيري، والعتيبي عن اللجنة على النقاط الرئيسة التالية: * أن رئيس اللجنة عمر المهنا لا يحكم سيطرته على إدارتها بدليل عدم تواجده في مقرها، وتدخلات الثنائي المحاضر والعضو السابق عبدالله القحطاني، والمسؤول الإعلامي أحمد البحراني فيما لا يعنيهما. * اختيار الأعضاء الحاليين جاء بصورة مرتبكة، ولم يستند على الكفاءة، وغاب عنه الأفضل. * الاعتراف بتفشي الواسطة والمحسوبيات والمجاملات في التعامل مع الحكام خاصة الدوليين منهم. * عدم توفر معايير لترشيح الحكام للقائمة الدولية، وأن الاختيار يخضع للأهواء.. بدليل أن أحد الحكام علق الشارة الدولية ليومين فقط دون أن يدير مباراة واحدة!!. * عدم وجود تقييم منصف للحكام، بل إن بعض الحكام الدوليين لا يحاسبون على أخطائهم في غياب لمبدأ الثواب والعقاب. * مشاكل مالية متعلقة بحقوق الحكام مازالت معلقة دون حلول. * استخدام رئيس اللجنة لأحد الحكام عبر كتاباته في إحدى الصحف لتصفية حساباته بطريقة غير مباشرة مع بعض الحكام!. * خليل جلال ذكر أنه ليس بالضرورة أو شرطاً أن يرأس اللجنة حكماً سابق، وهذا سبق لي المطالبة به في عدة مناسبات. قبل هؤلاء الثلاثة تحدث الحكم الدولي سامي النمري عن خفايا ما يجري في اللجنة، وسياستها، فعوقب بسحب الشارة الدولية. الإعلام والتقييم وقبل النمري، وبعده.. تحدث ومازال الإعلام الحر والنزيه الذي ينشد التطوير بكل مهنية عن أخطاء «لجنة المهنا» المضرة لسمعة التحكيم السعودي محلياً، وخارجياً، وطالب صراحة بإجراء تغيير شامل لها.. لكن اتحاد الكرة أعرض عن هذا، وخالف التوقعات بتجديد الثقة برئيسها، وإبعاد عضوين أحدهما مازال متنفذاً في أعمالها!. واستند الاتحاد في قراره على لجنة التقييم، والأسئلة المهمة التي نطرحها في هذا السياق: ألم تتعرف لجنة تقييم عمل اللجان على الملاحظات المذكورة أعلاه؟ ، ثم لماذا لم تجتمع اللجنة مع الحكام أصحاب الخبرة والكفاءة لتتلمس بواطن الخلل؟، وهل تساءل مسؤولو التقييم عن سر عزوف الخبرات التحكيمية أمثال الحكام الموندياليين: عبدالرحمن الزيد، علي الطريفي، وخليل جلال عن العمل في لجنة المهنا؟، وأخيراً.. لماذا تجاهل اتحاد الكرة آراء الإعلام والجماهير؟. أخطاء فادحة تخيلوا أن الموسم ينطلق والحكام المسؤولون عن إدارة مبارياته مازالوا في مرحلة الإعداد والتحضير في تركيا، وأحد الحكام يأتي تكليفه ظهراً لمباراة تلعب في المساء، وحكم آخر يشارك في إدارة 4 مباريات في 4 أيام متتالية وسط أجواء حارة، ثم ينتقل إلى أجواء مشبعة في الرطوبة ليرتكب بسبب سوء الإدارة للجنة أخطاء تحكيمية فادحة أضرت بفريقي القادسية والتعاون اضطر معها مسؤولو الأول لإصدار بيان تذمروا فيه من سوء التحكيم!!. والسؤال من المسؤول عن كل هذا؟ الإدارة التحكيمية لبطولات كرة القدم السعودية مع اللجنة الحالية تسير دون إستراتيجية واضحة، أو عمل منظم.. نحو مستقبل غامض لا يتماشى مع التطور المتسارع وأسس لصناعة دوريات قوية يديرها حكام على مستوى الثقة والكفاءة العالية. أخيراً.. «كشف استطلاع رأي أجراه مركز «غالوب» الأمريكي أن المدير الفاشل هو السبب الرئيس في ترك الموظفين والعمال المتميزين للعمل».