تفتح بوابات النوم للخلي اذرعها مرحبة، وكأنه غائب عاد من سفر طويل، والنوم على حدود الليل ينتظره على أحر من الجمر، وربما نام بعضنا الليل بطوله دون حراك لذا قالوا (ويل للشجي من الخلي)، وخصام النوم أو هربه قضية كبيرة ربما أعيت من يداويها ولو كتب كل من يعانون معاناتهم في هذا الجانب قصصهم لبكى بعضا لحالهم، ولأن الشعراء تتحول حالات آلامهم إلى إبداع كان لهم الفرصة في التعبير عن صراعهم مع هروب النوم عيونهم أو نفيهم خارج أسواره لنرى كيف كانت قصته معهم أو قصصهم معه .. يقول الأمير بدر بن عبد المحسن: وأنا بين التلاقي والفراق أدفن العمر وأحفر لي نفق يا حبيبي وأنا مثلك غريب عن حمى النوم غربني أرق اقطع الليل لديار النهار واغسل الدمع من شط العرق ولا جمعني بك الموعد لمحت ألف نجمٍ توهج .. واحترق وللأمير محمد الأحمد السديري مع النوم حكايات يطول الحديث حولها ومنها قوله هنا: ينام منهو ما يعرف الهمومي وعيني اليا ناموا حريب لها النوم الله يلوم اللي لحالي يلومي لا ساهرن سهري ولاهو بمهوم ماهو بمثلي يزعجه كل يومي همن يلوج بداخل الصدر مكتوم أما محمد بن فطيس فرؤيته للنوم جاءت بهذا الشكل: الحب مثل النوم والوصل الأحلام والشيين من الأحلام صد المحبيين نوم ٍ طويل ٍ عمره اشهوور واعواام وان قمت فا افهمها فراق وسهر عين أما حمود البغلي فقد استسلم للسهر لأنه يرى انه كالقسمة والنصيب لا مهرب منها: العين عيّت تذوق النوم من سبّة الصاحب الغالي وأهل الهوى ما عليهم لوم العشق همٍ وغربالي ويا قلب مالك عن المقسوم لو طرت يم السما العالي وقد يكون السهر شرفة ننتظر بها بشائر الأحلام بشوق جارف وفرح يجعل النوم آخر ما نتمناه، بل ربما أغلقنا الباب بوجهه كما في حال محمد الدحيمي: النوم حلمٍ تطرده لهفة الشوق والوجد بعروقي يخاويه دمي واليوم مثل البارح غروب وشروق لمّي ثمار العمر ياروح لمّي