برامج (الكاميرا الخفية) بالطريقة والأسلوب اللذين تُعرض بهما على الفضائيات العربية هذا الموسم لا تُطاق! فالفبركة مرفوضة، والتصنُّع ممجوج، ويجب احترام وعي المشاهد العربي، وعدم الاستخفاف بقدرته على التمييز بين ردة الفعل الحقيقية والمفبركة؟! بكل تأكيد، المشاهد في حاجة للترويح عن نفسه في هذا الشهر من هموم الحياة السياسية والاقتصادية التي حُشر فيها، بالبعد عن صوت طلقات الرصاص، وهدير الطائرات الذي يملأ نشرات الأخبار الفضائية، لكن ما يُعرض هذا العام، وإن استُخدمت فيها (تقنيات عالية)، إلا أن المحتوى ضعيفٌ جداً، وغاب عنه الإبداع والتجديد، حتى أنه من أول (حلقتين) يفقد البرنامج أو المقلب (معناه)؟! لا يمكن أن نلوم المنتجين وحدهم دون أن نلوم القائمين على تلك القنوات الفضائية، الذين قاموا بشراء هذا الإنتاج الضعيف، والمكرور، وساعدوا على تقبُّل وعرض أعمال كهذه خاوية من ناحية الأفكار أو التجديد؟! في السابق كان للكاميرا الخفية (وهجها)، وكانت تنافس ضمن الأوقات الذهبية للعرض، لكنها في كل عام تتأخر شيئاً فشيئاً. وبقراءة بسيطة لما يتم عرضه على الفضائيات الخليجية شرقاً، والمغاربية غرباً، والعربية الأخرى، نجد أن التكرار هو القاسم المشترك؟! بالطبع، هناك فضائيات عربية توقفت عن عرض الكاميرا الخفية هذا العام، وهذا يدل على القناعة بضعف الإنتاج. وفي المقابل قامت إحدى الفضائيات (الجزائرية) بنقل الفنانين والإعلاميين إلى تايلاند لرصد ردة فعلهم أمام الصعوبات التي يواجهونها في بعض الغابات هناك، وفي كل مرة يتم رصد ردة الفعل (بذات الطريقة)؟! في مصر يكرر (رامز) مقالبه مع قرش البحر، وسط أخطاء في (المونتاج) في الحلقات الأولى، فضحت معرفة الفنانين المسبقة (بالمقلب). ويجب عليك كمشاهد أن تتحمل 30 حلقة بالأسلوب ذاته؟! خليجياً، من غير المنطقي والمقبول أن تضيع إحدى الفضائيات أوقاتها الذهبية بعرض مقلب مكرر ومفضوح طوال الشهر، بصعود الفنانة أو الإعلامية إلى سيارة داخل حوش أو استراحة في كل حلقة مع الفنان المقدم، وعند رؤيتها الأسد (الكنج) يتجول مع مرافقه تبدأ بالصراخ بطريقة (مبتذلة) استعراضية. ولا أعتقد أن المشاهد تمر عليه مثل هذه المواقف التي أكل عليها الزمن وشرب؟! لا يجب أن تنسينا التقنية المستخدمة في المقالب، وحجم الإنتاج، قدرة المشاهد العربي على التفريق بين الفكاهة والابتذال! وعلى دروب الخير نلتقي.