تشهد التلفزيونات المصرية في رمضان «غزوة» لبرامج المقالب التي وصلت موازنتها إلى أكثر من 100 مليون جنيه (14.5 مليون دولار) ويقدمها عدد من نجوم التمثيل مثل إدوارد ورامز جلال وريهام سعيد وسعد الصغير، إضافة إلى وجوه جديدة غير معروفة، تستغل عدم شهرتها لإيقاع الضيوف في مصيدة المقالب. «الحياة» استطلعت آراء بعض الفنانين لتقويم الظاهرة، ومنهم الفنان رامز جلال مقدم برنامج «رامز عنخ آمون» الذي تحدث عن النجاح الملحوظ الذي حققه برنامجه، كونه يتميز «بعنصر المفاجأة والصدقية بعكس كل ما يتردد عن أنه مفبرك ومصطنع». وقال: «الفنانون المشاركون فيه لا يعرفون أنهم يطلون في برنامج مقالب، ولو كانوا كذلك لما خرجت الصورة بتلقائية ولكان كشفها سهلاً. فالمشاهد يمتلك الذكاء والقدرة على كشف أي برنامج يعرض على الشاشة الصغيرة ولو أنه شعر بفبركة ما، سيتجاهل البرنامج، لذلك فإن نسبة المشاهدة الكبيرة التي تحظى بها برامج المقالب التي أقدمها، تأكيد لصدقيتها». وأكد الفنان سعد الصغير الذي يقدم برنامج «بدون زعل» على تلفزيون «النهار» بمشاركة المذيعة ريهام سعيد أنه لن يرضى بتقديم برنامج مفبرك أياً تكن الأسباب. وكان الفنان حجاج عبدالعظيم اتهم إدارة قناة «النهار» وسعيد والصغير بسرقة برنامجه «خارج نطاق الخدمة» الذي كان يقدمه على شاشة «أي آر تي» وأوضح أنه يكن كل الاحترام للقناة والقائمين عليها، ولم يتخيل أن يعمدوا إلى قرصنة برنامجه وسرقته علنياً، موضحاً أنه تحدث مع مدير أعمال ريهام سعيد حول مشاركتها في تقديم هذا البرنامج، مع العلم أنها كانت إحدى ضيفاته. وأضاف حجاج أنه كان ينتظر أن ترفض سعيد والصغير تقديم هذا البرنامج، خصوصاً أن ريهام تعلم جيداً أن البرنامج نسخة عن برنامجه، «والغريب أنهم استخدموا الديكور ذاته إضافة إلى طريقة استفزاز الضيوف». واعتبرت الفنانة منة فضالي التي تقع دائماً في مصيدة برامج المقالب لأن رد فعلها غالباً ما يكون مفاجئاً لجمهورها بسبب انفعالها، أن هذه البرامج ترسم الابتسامة على وجوه المشاهدين الذين هم في أمس الحاجة إليها وسط الظروف الصعبة التي يمرّ بها بعض البلدان العربية. وقالت: «من غير المنطقي أن تزدحم الشاشات التلفزيونية ببرامج سياسية في رمضان، كما أن الإعلانات تبحث عن نوعية البرامج الخفيفة». وأشارت إلى أن مهارة فريق عمل أي برنامج هي الفيصل في تحديد إمكان كشف المقلب لأنه يستخدم حيلاً مبتكرة تجعل الفنان مقتنعاً أنه في برنامج حوار عادي وليس ضمن مقلب مجهز مسبقاً. وطالب المذيع عمرو رمزي الذي حقق نجوميته من خلال برنامج «حيلهم بينهم» بابتكار أفكار جديدة لتقديم برامج مقالب قوية، ولهذا فهو يرفض كثيراً من برامج المقالب التي تعتمد على أفكار ضعيفة ومن المستحيل أن تقنع المشاهد. واستهجن عمرو ما يقال عن أن كل برامج المقالب التي تعرض على شاشات الفضائيات متفق عليها مسبقاً، وقال إن هناك جهات إنتاج ترفض الاستسهال وتقدم برامج واقعية ومقنعة. في المقابل أكد المطرب رامي صبري أنه تلقى اتصالات للظهور في أكثر من برنامج ترفيهي لرمضان، لكنه اكتشف أنها من نوعية «المقالب»، لذلك رفض المشاركة فيها لأنه لا يحب مثل هذه النوعية من البرامج. واعتبرت الفنانة نشوى مصطفى أن صناعة البرامج التلفزيونية تحتاج دائماً إلى أفكار غير تقليدية، وقالت إنها عندما تقمصت شخصية مذيعة يابانية في برنامج مقالب قبل سنوات، كانت قوة الفكرة الفيصل في نجاح البرنامج، إضافة إلى مهارتها في لعب الدور، وأضافت أن برامج المقالب مقبولة طالما أنها لا تجرح مشاعر الضيوف وتكون بعيدة من العنف والابتذال. أما الفنانة داليا مصطفى فرأت أن هناك حالة من الإفلاس لدى بعض الفضائيات التي تعرض برامج مقالب مملة ويغيب عنها أي مضمون درامي يحقق متعة المشاهدة. وقالت إنها لا تؤيد عرض برامج المقالب في رمضان ولا تراها مضحكة لأنها تستهزئ بالضيف وتضيع وقته وتثير أعصابه وترفع ضغطه. وقد يتعرض بعضهم لسكتة قلبية إذا كانت هذه البرامج محبوكة جيداً. ولم تنسَ الإشارة إلى المقالب التي تتكرر مع بعض الفنانين، بل ويتكرر معها رد الفعل ذاته.