منذ نجاح برنامج «الكاميرا الخفية»، أصبحت برامج «المقالب» مادة ثابتة على مائدة رمضان في التليفزيون، ولكنها في هذا العام تحديدا زادت بشكل ملحوظ، واتهم الكثيرون اصحابها بالفبركة والاستظراف والضحك على الذقون.. وغلب عليها تكرار المواقف والمقالب وحتى الضيوف من خلال برامج مثل «ده سطور يا أسيادنا» و«اوعى وشك» و«إدينى عقلك» و«زى العسل»، وبرامج المقالب التي يدبرها فنانون لزملائهم مثل «مكنش يومك» و«تيجى أقولك» لحسين الإمام، و«هكشن» لحجاج عبدالعظيم و«رامز قلب الأسد» لرامز جلال .. فهل هذه المقالب حقيقية فعلا أم أنها مجرد «سبوبة» إضافية لنجوم الفن والمشاهير للحصول على المزيد من المال على حساب المشاهد الغلبان، ويقول الدكتور محمود خليل ، الاستاذ بكلية الاعلام جامعة القاهرة : في الحقيقة برامج المقالب تنتمي الي نوعية البرامج المسلية ولكن ازدياد عدد هذه البرامج والمبالغة في المعالجة الدرامية والتلفزيونية لها قد تؤدي الى زهد وعزوف المشاهد عنها ،فلجوء العديد من البرامج الفضائية الى تضمين خريطتها التلفزيونية في رمضان بهذه النوعية من برامج المقالب مثل الكاميرا الخفية وغيرها، يؤدي اولا الى تكرار الافكار بل ويؤدي الى تكرار الضيوف ايضا، فنشاهد تقريبا نفس الضيف في معظم البرامج، سواء كانوا فنانين أو لاعبي كرة قدم، او غيرهم من المشاهير، وهم أيضا ابطال المقلب في هذا البرنامج في تلك القناة وفي برنامج آخر على قناة أخرى وربما على قناة ثالثة وهكذا ، وكأنه اصبح «رجل المقالب» ، والغالبية العظمى من هذه المقالب ثقيلة الدم، وجانب الفبركة والاصطناع واضح فيها بصورة تؤدي الى سخرية المشاهد ، والسخرية هنا لا تكون من المضمون الناجح بل تكون من سخف الطريقة التي يدار بها المقلب او تحبك بها الحركة، وقد لجأت احدى القنوات الى برنامج مقالب تدور احداثه داخل اسانسير، وجانب الاختلاق والاصطناع والفبركة واضح فيه بصورة كبيرة، ولم يعد المشاهد يضحك من قلبه كما كان يفعل في الماضي عند مشاهدة نوعية من البرامج الناجحة في نفس الاتجاه مثل «الكاميرا الخفية» الذي كان يقدمه فؤاد المهندس، ثم برنامج «الكاميرا الخفية» الذي قدمه ابراهيم نصر ، وبالتالي فالزيادة غير المحسوبة لهذه النوعية من البرامج على القنوات الفضائية تفقدها القدرة على اداء وظيفتها الاعلامية التي تتحدد في التسلية ، والمشاهد اليوم يملك قائمة متسعة من الاختيارات سواء على مستوى الدراما او مستوى البرامج وهو مشاهد بالريموت كنترول وسريع التنقل من قناة الى اخرى ومن برنامج الى آخر . وعن تكرار برنامج»حيلهم بينهم « بأفكار اخرى..قال : اعتقد انهم بذلوا مجهودا في الوصول الي فكرة مبتكرة من برنامج حيلهم بينهم ، وقدموا برنامجا ناجحا . برامج المقالب هذا العام برامج سخيفة للغاية ، هكذا عبر الناقد نادر عدلي عن رأيه في برامج المقالب قائلا: جميع البرامج تعتمد على الخديعة وللاسف فهم لا يخدعون الضيف بالقدر الذي يخدعون به المشاهد ، وهو عمل سيئ اخلاقيا ، اما برنامج «رامز حول العالم « فانا اعتبره من اسوأ البرامج التي شاهدتها في حياتي ، لانه يتاجر بخوف الفنان من اجل اضحاك الجمهور ، والمشكلة الاكبر في الفنان الذي يوافق على اذاعة تلك الحلقات من اجل حصوله على الاموال، فمن المفترض انهم نجوم وليسوا محتاجين للاموال، وعلى الرغم من ان بعض المشاهدين يضحكون على هذا البرنامج الا انه برنامج في مجمله سخيف، وقد اعجبتني فقط حلقة الفنانة «صابرين» التي مثلت على رامز جلال انها فقدت الوعي من شدة الخوف واقنعته بذلك ثم قالت له في النهاية «انت عبيط جدا لانك نسيت انني متربية مع الاسود من طفولتي وان الفنانة فاتن الحلو مروضة الاسود ابنة خالتي، وحكت لي المقلب بالتفصيل ، ولذلك قررت الانتقام منك» ، هكذا قالت صابرين واثبتت فعليا ان معظم النجوم يكونون على علم بالمقلب قبل حدوثه في البرنامج وقبلوا ذلك من اجل المقابل المادي!. ويختلف مع هذا الرأي المذيع والممثل عمرو رمزي مقدم الجزء الأول من برنامج «حيلهم بينهم» ويقول: انا ضد من يرى ان هذه البرامج مفبركة لأنه يتم بذل مجهود غير طبيعي لكي يتم حبك المقلب للضيف .. وبرامج المقالب هذا العام جميعها لذيذة وتخرج المشاهد من الجو المضطرب الذي نعيشه في مثل هذه الايام ، واعجبني كثيرا برنامج «رامز حول العالم»، لأن فكرته جديدة ومتميزة، ولا يمكن ان يكون مفبركا أو متفقا عليه مع الضيف لاصطناع الخوف ،خاصة وأن العديد من الضيوف انتابهم حالات من الهلع والرعب وبعضهم فقد وعيه من الخوف من هول مفاجأة رؤية اسد حقيقي، ومعظم برامج المقالب التي تحقق نجاحا يكون المقلب حقيقيا .