في كل مرة يحرص مشاهير الفن والإعلام على عدم الوقوع في فخ المقالب المضحكة المبكية التي يحبكها لعدة سنوات الفنان رامز جلال، لكن الفنان المصري خفيف الظل في نظر المشاهد وثقيل الدم في حكم من اكتووا بناره يواصل نجاحه في اصطياد الضحايا الواحد تلو الآخر بحرفية تكتنفها السرية التامة، ومهنية تعتمد في الأساس على طلب الضيف لعمل حوار تلفزيوني دون أن يشعر الفريسة أنه ينتظره موقف مرعب بمجرد دخوله في شباك "رامز". في هذا الموسم الرمضاني المتخم بالبرامج والدراما، يقدم صاحب المقالب القاسية برنامج "رامز قرش البحر" على قناتي "إم بي سي"، و"إم بي سي مصر"، حيث تعتمد الحلقات على دعوة الضيف "النجم" إلى البرنامج، للمشاركة في حلقة حوارية سياحية تروّج لفكرة كأس العالم، مع مذيعتين إحداهما برازيلية والثانية لبنانية داخل قارب بحري جُهّز خصيصاً للتصوير بمدينة الجونة، وهي من ضواحي الغردقة. لكنّ الهدف أمر آخر، فالحوار ليس إلا ذريعة لمقلب صعب سيقع فيه الضيف، وما إن تبدأ المذيعتان بإجراء الحوار، وتقديم الأسئلة الرياضية ليجيب عنها بكل أريحية وثقة، حتى تبدأ رحلة الرعب البحرية، خصوصاً حين يحمل الضيف قلبه على كفّه، ويظن أنه يعيش آخر لحظات حياته، مع تربص رامز له في عرض البحر على شكل قرش بحري شرس وخطر صمم خصيصا لهذا الغرض. وتزداد جرعة "الرعب" باستخدام الأشلاء البشرية، وهيكل أسماك القرش، والدماء التي تجعل "الضحية" ينسى كل شي في حياته، ولا يفكر إلا في التمسك بطوق للنجاة وسط بحر يجري به سريعا إلى الموت. وعلى الرغم من الإقبال الشديد الذي يلاقيه "رامز قرش البحر"، إلا أن النقد الموجه له ولرامز جلال بالتحديد هو أكبر بكثير من المدح والثناء، فقد شهد البرنامج قبل البدء في عرضه ضجة واسعة نتيجة ردود الفعل المثيرة التي أبداها بعض المشاهير، وجاءت مختلفة تماما ما بين التفكير في الموت، والريبة والقلق، وسجّل أغلبهم حالات محرجة من الذهول والرعب التي صورتهم بطريقة مخجلة، مما دفع الممثلة آثارالحكيم التي كانت ضيفة للبرنامج لتقديم بلاغ إلى النائب العام، مطالبة بتعويضها عن الأضرار التي لحقت بها، ووقف البرنامج بعد نوبة خوف هستيرية أصابتها. في الوقت نفسه أفلتت ممثلة أخرى من المقلب القاسي عندما أخطأ أحد حراس الأمن في موقع التصوير، وأفصح لها ولمدير أعمالها فور وصولهما أن رامز موجود بالداخل. وشكك مذيع في إحدى القنوات الفضائية المصرية في مصداقية بعض حلقات البرنامج، ووجه التهمة تحديدا للحلقة الأولى التي استضافت الممثلة فيفي عبده، مؤكدا أنها كانت على علم مسبق بالمقلب قبل الدخول في تصويره، بينما وصفت ممثلة لم تطلها مخالب البرنامج بأنه "سخيف". رامز جلال الذي يقدم برنامج هو الأول من نوعه متنقلا بين عدة قنوات ومستخدما أكثر من حيلة أشهرها "رامز قلب الأسد"، و"رامز ثعلب الصحراء"، و"توت عنخ آمون" دائما ما يتعرض للسب والشتم وأحيانا للضرب لحظة علم ضحاياه بالخدعة. لكنه يصر كل موسم على مواصلة الإيقاع بمن يصفهم ب"حبايبه" من المشاهير، ليقدم المقالب الطريفة والمشوقة بالنسبة للمتلقي أمام الشاشة، ويبقى الوطن العربي كله بانتظار حلقاته التي توصف دائما بأنها الأفضل من حيث جذب المشاهد.