الرؤية بالعين المجردة * هل يكفي إعلان الهيئات الفلكية عن موعد ولادة الهلال في إثبات دخول الشهر؟ - لا، لا يكفي إعلان الهيئات الفلكية، ولا عبرة بقولهم؛ لأن المسألة محسومة بنص صحيح صريح، وهو قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» هذه مقدمة شرعية إذا حصلت بمن يثبت الخبر برؤيته وهو المسلم العدل، فإنه يلزم الصيام، ولو قرر علماء الفلك خلاف ذلك، ولو لم يُر الهلال وقرر الفلكيون ولادته، فإنه لا يكفي حتى يرى؛ لأن المقدمة الشرعية رؤيته بالعين المجردة. وإن استعمل ما يقرب الرؤية الحقيقية فلا بأس، كالمناظير مثلاً، فهي تعين على رؤيته لكنها لا تغير من الواقع شيئًا؛ بحيث إنه إذا رُئي بالمناظير فمعنى ذلك أنه موجودٌ حقيقةً، لكن هذه المناظير غير لازمة {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} (7) سورة الطلاق. * * * تبييت النية من الدليل * عملي في الصباح الباكر وقد نمت مبكرًا أول ليلة من رمضان بنية أنه إن كان غدًا من رمضان صمت مع الناس، ولما استيقظت بعد أذان الفجر بعشر دقائق أخبروني أن الشهر قد دخل، فأتممت صيامي، وقد نصحني أحد الأشخاص بأن أتأكد عن صحة صيامي بسؤال العلماء، فما رأيكم؟ جزاكم الله خيرًا.. - إذا قال مريد الصوم: إن كان غدًا من رمضان فأنا صائم. فهذه المسألة يختلف فيها أهل العلم؛ لأنه لا بد من تبييت النية من الليل، وقوله: إن كان غدًا من رمضان فأنا صائم. هذا فيه تردد، والنية لا بد أن يكون مجزومًا بها؛ ولذلك لا يصح الصيام بهذا اللفظ، ومثله ما فعله السائل؛ لأن النية متردَّد فيها، هذا المشهور في المذهب عند الحنابلة وجمع من أهل العلم، لكن شيخ الإسلام يرى أن المسلم لا يسعه إلا مثل هذا؛ لأنه إما أن يسهر حتى يسمع الخبر، أو ينام بهذه النية، وهذا هو المقدور عليه بالنسبة له، فصيامه صحيح إن شاء الله تعالى.