كشف الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أمس الجمعة عن خطة سلام من 14 نقطة تهدف الى وضع حد للتمرد الانفصالي الموالي لروسيا في شرق البلاد، على ما أعلنت شبكة تلفزيونية محلية. وقال الموقع الإلكتروني للتلفزيون الخاص «انتر تي في» أن من أبرز نقاط هذه الخطة «نزع السلاح» و»ضمان ممر للمرتزقة الروس والأوكرانيين للمغادرة» و»إزالة مركزية السلطة وحماية اللغة الروسية من خلال تعديلات للدستور»، لكنها لا تتضمن وقف إطلاق النار من جانب واحد كان أعلنه بوروشنكو. وأوقعت الحركة الانفصالية في منطقة دونباس الصناعية الناطقة بالروسية 369 قتيلاً على الأقل منذ نيسان/أبريل وهي تهدد وحدة هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تعاني من ركود اقتصادي. ومن النقاط الأخرى إطلاق سراح الرهائن و»إقامة منطقة عازلة على طول 10 كلم على الحدود بين روسياوأوكرانيا» والعفو «عن الذين سلموا أسلحتهم ولم يرتكبوا جرائم خطيرة» وإنهاء «الاحتلال غير القانوني» لمباني الإدارة المحلية في دونيتسك ولوغانسك من قبل الانفصاليين. وتنص الخطة أيضاً على تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وإعداد برنامج لإنشاء وظائف في المنطقة. وكان بوروشنكو المنفتح على الغرب والذي تولى منصبه في مطلع حزيران/يونيو اتصل هاتفياً مساء الخميس بنظيره الروسي فلاديمير بوتين للتباحث في خطة السلام التي كشف عنها الجمعة رسمياً في خطاب. وأعلن الكرملين في بيان أن بوتين قدم «مجموعة من التعليقات» على الخطة مشدداً على ضرورة «وضع حد فوري للعملية العسكرية» التي أطلقتها كييف ضد الميليشيات الانفصالية الموالية لروسيا في منطقة دونيتسك ولوغانسك من جهتها أفادت الرئاسة الأوكرانية أن بوروشنكو «عرض مواقفه الجوهرية وجدولاً زمنياً لتطبيق خطة السلام من أجل شرق البلاد» مشدداً على وجوب إطلاق سراح الرهائن الذين يحتجزهم الانفصاليون. وقال بوروشنكو لبوتين بحسب ما أفاد جهازه الإعلامي أنه «يعول على دعم لخطة السلام» بعد وقف لإطلاق النار. وكان بوروشنكو أعلن الأربعاء أنه سيامر «قريباً» قواته بوقف إطلاق النار لإفساح المجال أمام المتمردين لتسليم أسلحتهم. وقال بوروشنكو إن «خطة السلام تبدأ بإصدار أمر لوقف إطلاق النار من جانب واحد». من جهة أخرى اعربت روسيا أمس الجمعة عن «استغرابها» اتهام حلف شمال الأطلسي لها بحشد قوات على الحدود مع أوكرانيا، مؤكدة أن الأمر يتعلق بإجراءات لتعزيز الأمن على الحدود اتخذ القرار بأنها قبل عدة أسابيع. ميدانياً دارت معارك عنيفة لليوم الثاني على التوالي في شرق أوكرانيا أمس الجمعة بعد يوم من اشتباكات قالت القوات الأوكرانية إن نحو 300 انفصالي قتلوا فيها. ولم يتسن التحقق من أعداد الضحايا من الانفصاليين الموالين لروسيا بشكل مستقل لكن قيادياً انفصالياً قال أمس الأول الخميس إن «خسائر ثقيلة» لحقت بالمتمردين لأن القوات الحكومية تفوقت عليهم في السلاح حيث كانت مدعومة بالمدفعية الثقيلة. وذكرت القوات الحكومية أن سبعة من جنودها قتلوا في اشتباكات أمس. ودار القتال أمس على بعد مئة كيلومتر عن الحدود مع روسيا. وأشارت القوات الحكومية إلى أن الاشتباكات اندلعت إلى الشرق من مدينة كراسني ليمان في وقت مبكر من أمس الأول الخميس بعدما رفض الانفصاليون إلقاء سلاحهم تنفيذاً لخطة سلام اقترحها الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو. وتضيق القوات الحكومية الخناق على المتمردين في المنطقة تدريجياً رغم استمرار سيطرتهم على مدينة سلافيانسك الإستراتيجية. وثار الانفصاليون على الحكم المركزي في كييف بعد الإطاحة برئيسها الموالي لموسكو. وقال فلاديسلاف سلزنيوف وهو متحدث باسم «عملية مكافحة الإرهاب» التي أطلقتها كييف إن نحو 300 انفصالي قتلوا في اشتباكات حول قريتي يامبيل وزاكيتني استخدمت فيها نيران المدفعية والهجمات الجوية. وأضاف في صفحته على موقع فيسبوك أنه تمت مصادرة أسلحة ثقيلة من الانفصاليين بينها حاملة أفراد مصفحة وشاحنة تحمل سلاحاً آلياً متطوراً وصاروخاً يحمل على الكتف وقاذفات صواريخ وأسلحة صغيرة. وقال «الخسائر في صفوف الجنود الأوكرانيين هي سبعة قتلى و30 جريحاً. العمل العسكري مستمر.»