سبقت دعوة الأمير سعود الفيصل لوزير الخارجية الإيراني السيد محمد جواد ظريف لزيارة الرياض لقاءات واجتماعات عديدة بعضها دبلوماسية وأخرى على مستوى خبراء الإستراتيجيات السعودية والإيرانية لتمهيد الطريق السياسي بين البلدين والتي كانت وعرة في الثماني سنوات الماضية من حكم الرئيس السابق أحمدي نجاد. هذه الزيارة المنتظرة والتي يؤمل عربياً وإيرانياً أن تكون هامة جداً وذلك للمتغيرات السريعة التي تعيشها منطقتنا الإقليمية والتي تتطلب جهداً صادقاً وعلى مستوى عالٍ من الشفافية والمصارحة بين الجانبين السعودي والإيراني والتي اعتمدت على التوجه الإيجابي لاقتناع الرئيس روحاني بضرورة تحسين العلاقات الخليجية الإيرانية والتي أدرجها في أولويات برنامجه الانتخابي ابتداءً بتنشيط العلاقة الثنائية بين الرياض وطهران ونتمنى فتح كل الملفات المتراكمة لرسم الخطط والإستراتيجيات لهذه العلاقة بعد مرورها بفصول عديدة من شتاء قارص والذي زادها تجمداً.. ونتمنى أن يساهم هذا اللقاء الهام بين أعلى مستويات الدبلوماسية السعودية والإيرانية لتدفئة أجوائها وإذابة جليدها بنتائجها المنتظرة والمثمرة بإيجابيتها الشاملة جغرافياً لمنطقتنا الإقليمية وكل عربي ومسلم ومعهم أيضاً كل المهتمين بالسياسة الإقليمية والدولية يتشاركون الأمل بأنها ستفتح مجالاً جديداً وقوياً ليس بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية بل نتمنى أن يتوسع مداها الإيجابي العالم العربي وإيران والذي سينعكس تأثيره على عالمنا الإسلامي مما يحقق حالة مرجوة المستوى من الأمن لمنطقتنا الإقليمية. الملفات التي ستعرض كثيرة ومختلفة الألوان ومن أكثرها أهمية نظرة إيران نحو العلاقات المستقبلية مع مجلس التعاون لدول الخليج العربية والحالة غير المستقرة في تلك العلاقات والتي استمرت في تشنجها مع مملكة البحرين سياسيًّا وإعلاميًّا والتي وصلت في حالات عديدة للتدخل في شؤونها الداخلية والتي تمس سيادتها الوطنية علاوة على القضية الأزلية مستقبل الجزر الإماراتية الثلاثة في الخليج العربي والتي تحت السيطرة الإيرانية دون إبداء أي مرونة في الوصول لحل سلمي يرضي الطرفين حولها وتأتي حالة التحريض الطائفي الممتد من جنوبلبنان حتى البحر الأحمر مروراً بمنطقة الخليج العربي والتي تنفذها مؤسسات رسمية إيرانية وسيتم التركيز على القضايا الثنائية المشتركة بين البلدين الشقيقين والذي نتطلع وبكل ثقة تامة للتفاوض حولها بكل حكمة وخبرة لدبلوماسيتنا السعودية المتمرسة ومن خلال هذا اللقاء الجاد والهام والذي يمثل الحلقة الذهبية في مسيرة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الشقيقين بنية صادقة وثقة عالية لفريقي التفاوض من البلدين الشقيقين الجارين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران وستنعكس تداعياتها الإيجابية على العلاقات الإقليمية بكل جوانبها وفتح صفحة جديدة كلها خير وقوة على شعوب الجوار الإقليمي وقطع الطريق على الأطماع الدولية والتي استغلت هذه الثغرات الطارئة للدخول منها لتعكير العلاقات الأخوية بين الدولتين الكبيرتين في عالمنا الإسلامي. إن كل عربي وإيراني يتمنى أن تصل العلاقات العربية الإيرانية إلى المستوى الطيب والأخوي المبني على احترام السيادة العربية ولكل دولها واستبدال الخطاب السياسي والإعلامي المتشنج والذي كان يتخذ من الجانب الطائفي مرتكزاً له للتدخل في شؤونها الداخلية وترسية عوامل الثقة المتبادلة وبالمقابل ومع كل تقارب سيتجه الموقف العربي إيجابياً نحو الفائدة المشتركة للبلدين الشقيقين وإذا خطت إيران خطوتها الإيجابية نحو أشقائها في الجانب الشرقي من خليجنا العربي ستلاقي التفهم والترحيب بها لتحقيق الأمن والسلام لمنطقتنا الإقليمية. كلنا أمل في هذا اللقاء المبارك المنتظر بين الدبلوماسية السعودية والإيرانية والذي سيتمخض عنه إن شاء الله جو من الأخوة الإسلامية ومن أجل خير ورفاه شعوبنا وبجهد مشترك لإنهاء وتصفية مكامن الإرهاب الإجرامي العالمي وبدء عهد جديد من التعاون المثمر سياسياً ليخدم قضايانا المصيرية إسلامياً وازدهار العلاقات الاقتصادية والثقافية والتي ستصب في خانة منافع ومصالح الشعبين العربي والإيراني ونتحول من مرحلة التصارع السلبي سياسياً وإعلامياً والذي تشجعه القوى المعادية لآمال أمتنا الإسلامية إلى التفاهم بعد المصارحة وبذا نخيب رهاناتها ببدء مرحلة نابعة من روح التعاون والتضامن الإسلامي الإيجابي بين جناحي أمتنا الإسلامية المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية. وبكل الأمل والتفاؤل نتطلع لنتائج هذا اللقاء التاريخي الهام.