سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سعود الفيصل يرفض اتهامات نجاد بالتدخل في اليمن : كاد المريب أن يقول خذوني محادثات سعودية - صينية حول العلاقات الاستراتيجية المتطورة بين البلدين وقضايا المنطقة
أبرز صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رؤية المملكة العربية السعودية في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. وقال "إن هذه الرؤية تنطلق من احترام أسس الشرعية الدولية وتطبيق هذه الأسس ينبغي أن يبدأ من (إسرائيل) المسؤولة الرئيسة عن أطول نزاع في تاريخنا المعاصر وتحديها لقراري مجلس الأمن 242 و 328 وتنصلها من أي التزامات دولية ، بل وإمعانها في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية دون وجه حق بإنشاء المزيد من المستوطنات وتوسيع القائم منها وذلك على رغم إقرار المجتمع الدولي بعدم مشروعيتها وقانونيتها. وأشار سموه في مؤتمر صحافي عقده ْمع وزير خارجية الصين الشعبية يانغ جيتشي أمس إلى أن حرص الصين العضو الدائم في مجلس الأمن على التعامل مع النزاعات العالمية وفق أطر الشرعية الدولية يتطابق مع الموقف العربي لاستعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة الذي يستند على مبادىء الشرعية الدولية وقراراتها ، وهو ما نصت عليه مبادرة السلام العربية. ورأى الأمير سعود الفيصل أن التفاف (إسرائيل) على مبادىء الشرعية وتحديها المستمر للقوانين والمبادىء والأعراف الدولية شكل دائماً عقبة رئيسية أمام الوصول للتسوية العادلة والدائمة للنزاع في الشرق الأوسط. وكان سموه رحب في مستهل المؤتمر بوزير الخارجية الصيني والوفد المرافق له منوهاً أن الزيارة تأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية المتطورة بين البلدين الصديقين وحرص القيادتين على تنميتها وتعزيزها في كافة المجالات .. وقال "إن هذا ما تعكسه الزيارات المتبادلة على المستوى القيادي وحجم التنسيق بين المسؤولين وآخرها انعقاد مجلس الأعمال السعودي الصيني المشترك بالرياض قبل يومين". وأضاف سموه "أود أن أشير إلى أن علاقات التعاون بين بلدينا تسير وفق إطار مؤسسي من خلال العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي شملت المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية وغيرها من المجالات ، ولقاؤنا اليوم يأتي في إطار التنسيق والتشاور السياسي في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والملف النووي الإيراني والعديد من القضايا ذات العلاقة بالأمن والسلم الدوليين بصفة عامة بما في ذلك إصلاحات مجلس الأمن. وبيّن سمو وزير الخارجية انه بحث مع وزير الخارجية الصيني مسألة الملف النووي الإيراني .. وقال في هذا الصدد "لقد عبرت لمعاليه عن تأييدنا لجهود مجموعة (5 + 1) التي تشارك الصين في عضويتها والهادفة لحل الأزمة بالحوار وعبر الطرق السلمية وكفالة حق إيران ودول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعن أملنا في استمرار هذه الجهود وتطلعنا لاستجابة إيران لها ، مع حرص بلدينا على خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية" . وفيما يتعلق بالأوضاع في العراق عبر سموه عن أمله في أن تحقق الانتخابات المقبلة تطلعات الشعب العراقي إلى أمن واستقرار العراق والحفاظ على وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية وتحقيق نمائه وازدهاره. وأفاد سموه أنه تمت مناقشة موضوع مكافحة الإرهاب في إطار موقف البلدين المندد له بكافة أشكاله وصوره وعن أهمية تكثيف الجهود الدولية لمحاربته وتبادل المعلومات وخطورة إلصاق الإرهاب بأي جنس أو دين أو لون . وقال "استعرضت أيضا الوضع في اليمن الشقيق وعبرنا عن حرصنا على نجاح جهود الحكومة اليمنية في تحقيق أمنه واستقراره والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه والنأي به عن أي انتهاك لسيادته من قبل أي طرف خارجي" . من جهته أوضح وزير الخارجية الصيني أن الزيارة تصادف الذكرى العشرين لقيام العلاقات السعودية - الصينية مشيراً إلى أن الاجتماع تم فيه تبادل الأحاديث حول القضايا الحيوية المثمرة للبلدين في المجالات الاقتصادية والشبابية والاجتماعية وغيرها من المجالات الأخرى. وبين معاليه أنه تم الاتفاق مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية على بذل المزيد من الجهود لتعزيز العلاقة وتوطيدها بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية ، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين تعاون شامل على كافة المستويات ، وأن الصين تحرص دائماً على العلاقات السعودية الصينية وتعمل على تطويرها. وأكد أن الصين تدعو إلى إجراء مفاوضات جادة بين فلسطين و(إسرائيل) لتطبيق عملية السلام وإقامة دولة فلسطين . كما أن الصين على استعداد للتعاون مع المجتمع الدولي للعمل على استقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط . وعن العراق أوضح يانغ جيتشي أن الصين قدمت مساعدات للعراق من خلال خفض الديون وإقامة اتفاقيات بين الشركات الصينية والعراقية للاستثمار في العراق لدعم الاقتصاد العراقي . وتطرق معاليه للملف النووي الإيراني وقال " إن ملف إيران النووي يجب حله عبر الطرق الدبلوماسية السياسية وهذا يساعد على استقرار الوضع في المنطقة ". وأفاد أنه وجه الدعوة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل لزيارة الصين وحضور الاجتماع الصيني - العربي الذي تستضيفه الصين هذا العام. أسئلة وأجوبة بعد ذلك فتح المجال أمام الصحافيين لطرح الأسئلة . ففي رد على سؤال عن آخر الاتصالات التي قامت بها المملكة مع الدول العربية قال سموه "الحقيقة أن الاتصال مع الأشقاء العرب أمر اعتيادي ونحن على اتصال مستمر معهم وهناك تبادل زيارات بيننا وبينهم وليس هناك أي شيء غير اعتيادي في الاتصالات التي نجريها ". وأضاف سموه "أن العلاقة مع جمهورية الصين علاقة استراتيجية ووجود مسؤول بهذا المستوى من المسؤولية من الصين يسعدنا ويعطيني الفرصة لتناول القضايا المهمة". وعن الوضع في الشرق الوسط أكد سموه أنه مأساوي وقال "أطول نزاع في العصر الحالي يدور في منطقتنا ، يكاد يصل لمائة سنة ونكاد نحقق السبق في طول الصراع وهذا أمر لايفتخر به " ، مؤكداً أن السبب الحقيقي لاستمرار هذا الصراع هو رفض (إسرائيل) كل المحاولات التي بذلت لحله. وبيّن سموه أن الدول العربية بشكل خاص أدت واجبها بتقديم مشروع السلام العربي الذي يعطي (إسرائيل) الأمن الذي تنشده "كما تقول" ويعطي الدول العربية حقوقها في استعادة أراضيها ، مشيراً إلى أنه "لا يحقق السلام إلا طرفا النزاع فإذا كان طرف لا يريد السلام لن يقوم السلام ." وقال سموه "تؤكد إسرائيل في كل محاولة لدعم السلام أنها لا تريد السلام ، وهذا أمر يؤسف له حقيقة". من جهته أكد وزير الخارجية الصيني أن العالم الإسلامي يؤدي دوراً كبيراً في العالم حيث أن عدد سكان العالم الإسلامي كبير جداً مشيراً إلى أن الدول الإسلامية تحتل مكانة بارزة في الخارجية الصينية وأن هناك تفاهما ومساندة بين دول العالم الإسلامي والصين كما أن هناك تقدما كبيرا في العلاقات في جميع المجالات بين الطرفين . وحول زيارة الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية الى المملكة وهل سيكون هناك قمة ثلاثية بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس السوري قال سموه "الزيارة هي رد للزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لسورية " مضيفاً أنه من المؤكد أن المصالحة العربية ستبحث فيها ويعود تحديد اللقاءات إلى خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوري . وقال سموه رداً على متانة العلاقات السعودية الصينية "أن العلاقات السعودية - الصينية هي في زهرة شبابها إلا أني أتوقع لها ازدهاراً كبيراً في المستقبل"، مرجعاً السبب في متانة العلاقة إلى الإرادة السياسية من القيادة في البلدين والإرادة للشعبين للتعاون وتوثيق هذا التعاون على المستوى الإنساني وليس فقط على المستوى الحكومي . وحول انتقادات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وعدد من المسؤولين الإيرانيين للحرب التي تقوم بها المملكة على الحوثيين، قال سموه رداً على ذلك "كاد المريب أن يقول خذوني .. اتهام المملكة بأنها تحارب الحوثيين لا أعلم من أي مصدر أتوا بهذا الكلام ، الحوثيون أنفسهم لايقولون السعودية تحاربهم ،الاتهام الحقيقي هو أن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن وهذا لا يمكن أن يغطي عليه اتهام الآخرين بهذا الشأن". المحادثات وكان الأمير سعود الفيصل استقبل في وقت سابق أمس في مكتبه وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية . وجرى خلال اللقاء بحث المسائل ذات الاهتمام المشترك. وحضر المحادثات صاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل الوزارة للعلاقات المتعددة ووكيل الوزارة للعلاقات الثنائية السفير الدكتور خالد الجندان ووكيل الوزارة للعلاقات الاقتصادية السفير الدكتور يوسف بن طراد السعدون وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية يحيى الزيد ورئيس الإدارة الإعلامية بالوزارة السفير أسامة نقلي ورئيس الإدارة الغربية الوزير المفوض رائد قرملي ورئيس الإدارة الآسيوية الوزير المفوض مصطفى كوثر وسفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة يانغ هونغ لين والوفد المرافق.