وقعت صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مع جامعة الجوف كرسي سموها لأبحاث تحديات المرأة في مجتمع الجوف، الذي يأتي تقديراً لدور المرأة في الحياة، واهتماماً بكل جوانب حياة المرأة السعودية عموماً والمرأة في منطقة الجوف على وجه الخصوص، ومن خلال رؤيةٍ ستعمل على تحقيق جودة عالية لحياة المرأة، واستثمار طاقاتها في بناء مجتمعٍ مثاليٍّ رصين. ويهدف الكرسي إلى بناء المرأة فكرياً واجتماعياً وصحياً، وتعزيز قدراتها الفكرية والصحية، لكي تلعب دورها المهم في عملية البناء، عبر إنشاء مراكز لخدمة المرأة، واستشعار مشاكلها، والعمل على سرعة الاستجابة للحلول العلمية البحثية المدروسة. ويتمثل عمل الكرسي في محورين، حيث يهتم المحور الأول بحياة المرأة المتعلمة والأمية على حدٍ سواء، من النواحي الاجتماعية، كتحديات مواصلة الدراسة، والرغبة في العمل والحصول عليه، ونجاح الزواج والإنجاب المناسب، وتحديات ارتفاع معدلات الطلاق، والعنوسة، فيما يتمركز المحور الثاني حول الأمراض التي قد تصيب المرأة، كأمراض الغدة الدرقية، وأمراض نقص فيتامين د وعلاقته بالعظام، وسرطان الثدي، وأمراض سن اليأس وانقطاع الطمث، وأمراض السمنة، وكذلك أمراض الاكتئاب والشيخوخة. ويتضمن البرنامج البحثي الخاص بالكرسي، قيام مجموعة من ذوي الخبرة بالجامعة والهيئات والمؤسسات المنوط بها هذا المجال، بعمل بحوثٍ ودراسات واستشارات، تشمل عدداً من الركائز البحثية، كتعداد المرأة في الجوف بكافة المراحل العمرية، وإحصاء نسبة التعليم الجامعي والمتوسطي البدائي والأمية، بالنسبة للعد الكلي للنساء، وزواج الأقارب وحل مشكلاته المتوقع حدوثها، بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات للعديد من الإحصاءات الصحية والنفسية والتعليمية والاجتماعية، التي ستوفر بمجملها تحسيناً لجودة حياة المرأة، والتنبؤ قدر الإمكان بمشكلاتها قبل وقوعها والعمل على حلها، وكذلك توفير سبل الحياة الصحية للمرأة في مختلف مراحل حياتها. وترتكز أنشطة الكرسي على عددٍ من العناصر الهامة، كتعضيد ثقافة البحث العلمي لحل مشكلات المرأة الاجتماعية والصحية والنفسية، وعمل برامج تدريبية وتوعوية لرفع مستوى الوعي والمعرفة وإكساب المهارات وتحسين اتجاهات المرأة في كل مناحي الحياة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز استشارية لحل مشاكل المرأة. وسوف تنفذ دراسات هذا الكرسي بالتتابع، وفق قواعد معمول بها عالمياً، تنطلق بجمع بيانات النساء في المنطقة لعمل قاعدة بيانات شاملة، تليها أعمال التحليل الإحصائي المتكامل عن المرأة بالجوف، التي ستسهم في الانتقال إلى المرحلة الثالثة من العمل الأساسي، وهو تحديد أكثر التحديات والمشاكل التي تواجهها المرأة، وترتيب أولويات التدخل البحثي، والعمل على وضع بروتوكول بحثي لحل تلك المشكلات، من خلال التوعية، والدورات التدريبية، والدراسات، والاستشارات. وأكد مدير الجامعة أ.د إسماعيل البشري أن هذا الكرسي يعد دعماً كبيراً من سموها، وليس مستغرباً منها دعم العلم والتعليم، وهي سليلة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، رائد نهضة هذا الوطن، وقائد مسيرة نمائه، وفي عهده شهدت مكانة المرأة رفعةً وارتقاءً على كل المستويات، وتبوأت مكانها الذي يليق بها، لافتاً إلى أن الدعم المستمر من صاحب السمو الملكي أمير المنطقة وصاحبة السمو الملكي حرمه حفظهما الله، يمثل دافعاً قوياً لاستمرار تميز الجامعة وتطورها، ورفع شكره ومنسوبي ومنسوبات الجامعة لسموهما على دعمهما اللا محدود، ووقوفهما دوماً إلى جانب الجامعة في جميع مناسباتها وفعالياتها. وأوضح د. البشري أن هذا الكرسي يعد خطوةً متقدمةً في مجال البحث العلمي، حيث سيساعد في توفير بنية أساسية تجريبية بالجامعة في هذا المجال البحثي، بالإضافة إلى توفيره مواد علمية بحثية لطلاب الدراسات العليا في مختلف التخصصات، كما أشار معاليه إلى أهمية عمل الكرسي في إرساء مرجعية بحثية اجتماعية معتمدة، تختص بأبحاث المرأة، وتنمي وسائل تحديد ومعالجة ما سيواجهها من إشكالات. يشار إلى أن حفل تخريج الدفعة الثامنة من طالبات الجامعة، كان قد شهد توقيع سموها وثيقة الكرسي.