صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على إنشاء ثلاث جامعات جديدة هي: جامعة جدة، وبيشة، وحفر الباطن؛ ليقفز عدد الجامعات السعودية الحكومية من خمس وعشرين إلى ثماني وعشرين جامعة، وخمس جامعات أهلية. شكرا لك يا رائد النهضة.. شكرا لك من أعماق كل مواطن مخلص محب لوطنه تواق إلى مستقبل مشرق لهذه البلاد بإذن الله.. شكرا لك أيها الرائد الكبير الذي اختصر الزمن الطويل وغالب الوقت وتفوق على التحديات؛ ليأخذنا برؤية النهضوي المتبصر الحكيم إلى العالم الجديد.. شكرا لك أيها الرائد الذي يرى المستقبل البعيد لا اليوم الحاضر.. فقد آليت على نفسك أن تفتح لشعبك آفاق الدنيا وتنقلهم من خلال الانفتاح العلمي والثقافي ومن خلال الابتعاث إلى العالم، وتأتي بأجمل ما في العالم إلى بلادك؛ من خلال الاستعانة بالخبرات والكفاءات العالمية المتميزة في الجامعات ومراكز الأبحاث. نحن نعلم أن أمرك الكريم بإنشاء ثلاث جامعات جديدة تضاف إلى الجامعات السعودية الخمس والعشرين ليس منتهى الطموح لغرس جامعة علمية متخصصة في كل مدينة ومحافظة يحتاج أبناؤها وبناتها إليها.. نحن نعلم أن هدفك ليس ثلاثين ولا خمسين جامعة فحسب؛ بل ربما تصل بنا خطتك إلى تحقيق الرقم 100 جامعة في المستقبل القريب -إن شاء الله- إذا توافرت لها الإمكانات والطاقات البشرية المهيأة القادرة على أداء المهمات الأكاديمية على خير وجه. كنا إلى عام 1426ه لا نمتلك إلا ثماني جامعات فقط؛ وخلال ثماني سنوات فقط من عهدك المبارك حققنا هذا المستوى المتقدم جدا في العدد والنوعية. فقد تنوعت الجامعات الجديدة في تخصصاتها وأغراضها العلمية؛ فمثلا جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» تنحو مناحي تطبيقية تتفق مع مسماها برؤية انتقائية صارمة للمتميزين في نطاق الدراسات العليا من أنحاء العالم كافة، وبتنوع عالمي واسع يحقق التثاقف وتبادل التجارب من خلال اختلاف البيئات العلمية. وإلى جانب التوسع في إنشاء الجامعات الجديدة على هذا النحو وبمواصفات قياسية متميزة من حيث التخصص والمناهج والبيئة التعليمية كالمباني التي أنشئت على أحدث المواصفات؛ كجامعة جازان أو الأميرة نورة أو الملك عبدالله للعلوم والتقنية بثول اتجهت خطة الملك عبدالله لتحقيق النهضة إلى سد النقص الكبير في البنية التعليمية الجامعية إلى الابتعاث إلى أرقى الجامعات العالمية؛ لتكوين أجيال من الأكاديميين القادرين على تلبية احتياجات الجامعات الجديدة التي تنوي وزارة التعليم العالي افتتاحها أيضا في السنوات المقبلة في عدد من مناطق المملكة حسب احتياج كل منطقة وتوفر الأكاديميين السعوديين المهيئين للتدريس والأبحاث العلمية وإدارة تلك الجامعات الجديدة المأمول افتتاحها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين. إن رؤية الملك عبدالله الحكيمة لأزمة التعليم الجامعي المتصاعدة عبر السنين الفائتة قادته إلى وضع حلول سريعة وعاجلة وطويلة على خطين متوازيين هما: الابتعاث كحل سريع، وإنشاء وتوطين التعليم الجامعي في المملكة على مدى سنوات كحل بعيد المدى، وهو ما عُمل به منذ عام 1426ه من خلال بعث طاقة عمل هائلة في وزارة التعليم العالي، بقيادة وزيرها النشط معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، للإشراف على مشروعي الملك للابتعاث وإنشاء الجامعات الجديدة. لقد حل مشروع الملك عبدالله أزمة شائكة؛ فقد كان الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم يبذلون قصارى جهودهم ويستنجدون بمن يعرفون ومن لا يعرفون لإدخال أبنائهم إلى التخصصات التي يرغبونها، وفي حالات كثيرة يجبر نقص المقاعد المتاحة آلافا من الطلاب على الانتظار فصلا أو فصلين، أو الالتحاق بتخصصات غير مرغوبة؛ فحل هذا المشروع العظيم تلك الأزمات، وأتاح لأبنائنا وبناتنا تعليما جامعيا عاليا في أفضل جامعات العالم، وهيأ لهم أسباب الاطلاع على تجارب حضارية عالمية، وأخرجهم من الأحضان الدافئة إلى الاعتماد على أنفسهم في اتخاذ قراراتهم المناسبة، وهيأ لهم الفرص الجيدة لاكتساب لغات عالمية مختلفة.