الأزمة السورية في عامها الثالث، ومازال القتل والتدمير والتهجير والتجويع والحصار والبراميل المتفجرة أبرز علاماتها الرئيسة. وكما كان متوقعاً لم يحقق مؤتمر (جنيف2) أي تقدم, لأن وفد النظام يصّر على بقاء الأسد في المرحلة المقبلة بل ويعتبر الحديث عن ذلك خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، أما وفد المعارضة فإنه متمسك بشروطه والتي أهمها ألا يكون للأسد ولا لعائلته أي دور في المرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا, حتى أن مطلب فك الحصار عن المدن والبلدات السورية وإدخال المساعدات الإنسانية إليها اصطدم بتعنت وشروط وفد النظام التعجيزية. لقد كثر الوالغون في الدم السوري، وظهرت في الساحة السورية منظمات وتنظيمات ومرتزقة اختلطت معها الأوراق، وصارت الأوضاع أكثر تعقيداً، لقد أوضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في خطابه الذي ألقاه في افتتاح مؤتمر (جنيف2) أن أولى خطوات الحل تكون بسحب مقاتلي الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات حزب الله من الساحة السورية. وكان وفد المعارضة السورية - المفاوض في مؤتمر جنيف2 - بقيادة الأستاذ أحمد الجربا واضحاً في مطالبه وشروطه. والسؤال الكبير هو متى يتوقف نزيف الدماء السورية, التي مازالت تنزف على الأرض منذ ثلاثة أعوام؟ في الشام وضعٌ لا يطاق لشعبه لكنه شعبٌ أبيٌ خير.