تحت رعاية نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي عقدت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد حلقة النقاش حول دور المناهج في الحث على النزاهة ومكافحة الفساد اليوم الخميس 19 جمادى الأولى 1435ه بقاعة الدكتور إبراهيم الدريس بمقر الوزارة بالرياض. افتتح النقاش الدكتور راشد الغياض وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير نيابة عن نائب وزير التربية والتعليم، وبحضور الدكتور موسى بن عيسى العويس مدير إدارة التوعية والإعلام بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وأصحاب السعادة وعدد من المسؤولين والمسؤولات بوزارة التربية والتعليم والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وأوضح الغياض في كلمته الافتتاحية أن اهتمام الوزارة تجسد في الحث على النزاهة في مجالات المنهج الدراسي بمجالاته ومواده الدراسية ومضامينها المتنوعة، التي تؤكد على المضامين الأساسية اللازمة لغرس القيم وتهذيب السلوك، ومجالات الأنشطة الطلابية غير الصفية التي تتنوع بتنوع احتياجات الطلاب واحتياجات المجتمع، وسن الأنظمة واللوائح التنظيمية الإدارية والمالية، ومراقبتها والمحاسبة على الإخلال بها، وكذلك تأسيس الأنظمة الإلكترونية الداعمة للنزاهة ومكافحة الفساد، وبين الغياض أنه قد خُطِّط لحلقة النقاش وورشة العمل المصاحبة أن تسهم في تحقيق عدد من الأهداف، كالتعرف على الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والأولويات التي يمكن التركيز عليها في الحث على النزاهة ومكافحة الفساد، والتعرف على الجهود المبذولة في مجال المناهج الدراسية للحث على النزاهة وحمايتها والمحافظة عليها وتربية المتعلمين على متطلباتها، وكذلك إتاحة منصة للحوار والمناقشة حول عدد من القضايا الداعمة لجهود وزارة التربية والتعليم وجهود الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في مجال حماية النزاهة ورعايتها ودور المناهج الدراسية في تحقيق ذلك. بعد ذلك قدم الدكتور موسى بن عيسى العويس عرض عن إضاءات على الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد وتنظيم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، والذي بين من خلاله أن منطلقات إستراتيجية الهيئة لا تختلف عن أي سياسة لمنطلقات الوزارات والدوائر الحكومية الأخرى، والتي هي على منطلق تعاليم ديننا الإسلامي عقيدةً ومنهجاً، مشيراً إلى أن الهيئة ترى أن تكون من بين الهيئات المتميزة عالمياً في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد. وذكر العويس أن الإستراتيجية تهدف إلى حماية النزاهة ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره، وتحصين المجتمع السعودي ضد الفساد بالقيم الدينية والأخلاقية والتربوية، وأيضاً توجيه المواطن والمقيم نحو التحلي بالسلوك واحترام النصوص الشرعية والنظامية، وتوفير المناخ الملائم لنجاح خطط التنمية وخاصة الاقتصادية والاجتماعية، والمساهمة في الجهود المبذولة في تعزيز وتطوير وتوثيق التعاون الدولي والعربي والإقليمي والخليجي. وفي ذات السياق أوضحت مساعد مدير عام المناهج للبنات الأستاذة إنصاف خالد الضعيان أن القيم تعتبر معيار نحكم بمقتضاه ونحدد على أساسه المرغوب فيه من الصفات، والمرغوب عنه كونها تمثل القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية ̧وهي بذلك تمنح الفرد والمجتمع موازين يتم التحاكم إليها، ويعتمد عليها في الحكم على الأشياء بالقبول أو الرد والرفض، مشيرة بذلك إلى أهمية القيم ودورها في استقامة الأجيال، من خلال التأكيد عليها في مناهج التعليم، وفي رسائل الإعلام وجميع منابر التوجيه، والعمل على تدريب المربين والمعلمين، وجميع القائمين على التوجيه والإرشاد والمعنيين بذلك. و أبانت الضعيان الحاجة لمنظومة من القيم الأخلاقية التي يحتاجها الأجيال لكل زمان ومكان، مشيرة إلى أن هذه المنظومة هي من يستطيع الارتقاء بالحياة البشرية إلى غاية الكمال الممكن، والحفاظ على هويتنا وأصالتنا. وقدمت الأستاذة زكية الناجم من الإدارة العامة للمناهج عرضاً مفصلاً لدراسة تحليلية حول أهم المفاهيم التي تضمنتها المناهج والمقررات الدراسية وارتباطها بالحث على النزاهة، والتي كانت حصيلتها أن أغلب المفاهيم كانت تؤكد على النزاهة ومكافحة الفساد في جميع المقررات، وتشكل نسبة كبيرة سواء تلك التي تشير لها بشكل مباشر أو بعض المفردات التي ترتبط بمفهوم الحث على النزاهة وأهمية تطبيقها.