عمد زميل يُدعى بيل تايلر،ويدير مدوّنة على موقع «هارفارد بيزنس ريفيو» الإلكتروني، إلى إطلاق حملةفي الفترة الأخيرة، حثّنا فيها جميعاً على الكفّ عن استعمال كلمة «ابتكار» في العام 2014. ولكن على الرغم ممّا قدّمه من حجج، أرى أن هذه الكلمة لن تزول عن الوجود، لأنّها عنصر بالغ الأهمية، ومحفّز للنمو والتجدد. لكن مايمكننا فعله هو التوقّف عن الغوص في التعقيدات الناتجة عن اختلافات الابتكار، وفوارقه، وأدواته، وتقنياته، وصيغه، وأطره، ونماذجه، مع ضرورة اعتماد مقاربة أكثر بساطةً حياله، وتحديد ما يقوم (لا يقوم) عليه بطريقة أوضح، ومعرفة ما يتطلّبه تنفيذه، وما يُعتَبَر ضرورياً لتحفيز تيار فكري جديد فعلياً. وفي ما يلي بعض الأفكار عن طريقة القيام ببعض الأمور: -أولاً، الامتناع عن توسيع نطاق الابتكار: في سبيل تبسيط مفهوم الابتكار، تقضي نقطة الانطلاق بمعاودة التركيز على أبسط تعريف للكلمة، وهو ذلك الذي ورد في القاموس: «عمل أو إجراء يتمثّل بإطلاق أفكار، أو أجهزة، أو أساليب جديدة». ومن الضروري أن يكون الابتكار جديداً فعلياً، وألاّ يكون منظَّماً، وأن يُحدِث اضطراباً، وأن يسمح باستحداث قيمة. وعلى خلفيّة ما سبق، حبّذا لوتوقّفنا عن جمع التحسينات «التشغيلية»، و»التراكمية»، و»المتقاربة» تحت مظلّة الابتكار. -ثانياً، إزالة طابع الغموض عن العملية: إنّ ما يُنجح الابتكار هو رسم طريق واضح باتجاه خلق أفكار جديدة، علماً بأن الشركات التي تبدع في مجال الابتكار تقوم بعدد من الأمور المتشابهة، فتواصل توليد أفكار كثيرة، مستندةً في ذلك إلى حصيلة أعمال مصادر داخلية وخارجية (التصوّر)،وتعمل أيضاً على تطوير عدد من الأفكار، التي من شأنها حلّ مشاكل بعض العملاء والتمتّع باستمراريّة تجاريّة (الاختيار والتصميم)، وتطوّر على جناح السرعة نماذج وصيغ قابلة للاختبار داخل المختبرات وبمساعدة العملاء (التجربة السريعة)، ولا تنتفكّ تصقل معالم الابتكارات، وتتّخذ قرارات حول ما إذا كانت جهودها باءت بالفشل، أو ما إذا كان يجدر بها توسيع نطاق أعمالها، بالاستناد إلى نماذج تجريبية واختبارات إضافية (الاحتضان). -ثالثاً، توخّي الوضوح حول أفضل الطرق الممكنة ليعتمد المدراء طريقة تفكير مبتكرة: نلفت إلى أنّ أهمّ العناصر المكوّنة للفكر المبتكر واضحة وصريحة، وتشمل تفاعلاً قوياً ومنتظم الوتيرة بين أشخاص من مختلف المجالات،ودعماً وتشجيعاً لأصحاب المشاريع الداخليين، وتقييماً ومكافأة للأشخاص الذين حققوا النجاح على صعيد الابتكار، شأنهم شأن الأشخاص الذين تكبّدوا الفشل بذكراء، واستهداف الاستثمارات في مشاريع تضمن المزيد من الاستكشاف. وليست هذه الخطوات سهلة بالضرورة، وقد يعتبرها الكثير من الشركات غريبة، ولكنها لا تتطلب تحديثاً شاملاً لثقافة الشركة، أو رئيساُ تنفيذياً خارجاً عن المألوف أو نقلاً لمقر الشركة إلى سليكون فالي.